السبت، فبراير 27، 2010

هنيئاَ لك أنطوان لحد فقد نلت شهادة بالوطنية

-->
هنيئاَ لك أنطوان لحد
فقد نلت شهادة بالوطنية
دورية العراق بتاريخ 5/ 2/ 2004م. والكادر 8/ 2/ 2004م
بالأمس طالعتنا الصحف اللبنانية بخبر زيارة وفد من مجلس الحكم الانتقالي في العراق إلى لبنان. وضم الوفد عضوي مجلس الحكم موفق الربيعي ويونادم يوسف كنا، والعضو المناوب محمد رؤوف ومستشار وزير الثقافة محمد عبد الجبار. وفي تفصيلات الخبر أن عدداً من الهيئات الرسمية، وبعض الأوساط الطائفية السياسية، استقبلوا الوفد، وأجروا مباحثات معه. وتلقى الوفد وعداً رسمياً يبذل جهود لتحسين صورة (العراق الجديد) لدى الأنظمة العربية. كما وصفت بعض الأوساط الدينية (العراق الجديد!!) بأنه »اصبح محطة آمال العرب والمسلمين«؟!. وقد تُوِّجت زيارة الوفد بحفل عشاء دعت إليه شخصية لبنانية تحت رعاية فنسنت باتل السفير الاميركي في لبنان، وحضر حفل العشاء للأسف- بعض الوجوه السياسية في لبنان من بينهم ممثل لحزب وطني عريق. (إلى هنا انتهى الخبر).
مرور الكرام تمر بعض المشاهد المسيئة للكرامة الوطنية والقومية، ونحن سوف نقوم بصياغة الخبر بشكل افتراضي كي نرى الصورة من زاوية موضوعية، ولكنها ليست محايدة، بل منحازة إلى ما يتناسب مع المصداقية الوطنية والإنسانية.
أما الخبر بصياغته الافتراضية- فقد جاء كما يلي:
استكمل العدو الصهيوني سيطرته على لبنان، وعيَّن مجلس حكم انتقالي لأنطوان لحد (قائد لبنان الحر في جنوب لبنان) فيه حصة كبيرة. وافق أنطوان لحد والحكومة الانتقالية، المعيَّنة »إسرائيلياً« على الاحتلال »الإسرائيلي«، وحجته أن العدو المحتل أُسقط الحكومة اللبنانية السابقة التي كان على خلافات معها لأسباب سياسية داخلية، وكان قد تواطأ مع الصهاينة قبل الاحتلال وبعده. وبعدها قام أنطوان لحد بزيارة إلى القطر العربي (أ)، واستقبلته أوساط رسمية ودينية وحزبية، وخرج من لقاءاته بانطباعات إيجابية، كما أن شخصية من القطر (أ) قام بتكريمه بحضور السفير الإسرائيلي في القطر المذكور. (إلى هنا انتهى الخبر).
سيكون وقع الخبر ذي العلاقة مع أنطوان لحد كالصاعقة على رؤوس الوطنيين، وسوف يطالبون القطر (أ) المستضيف بالاعتذار عن الإساءة التي ألحقها الخبر بلبنان المحتل، والسبب أن أنطوان لحد هو من عملاء العدو الصهيوني. وقد ارتكب جرم الخيانة العظمى بتعاونه مع إسرائيل، البلد الذي احتل لبنان، وقد اغتصب قبله الأرض الفلسطينية.
نحن من مؤيدي الاستنكار، لأن أنطوان لحد خان وطنه، وما على الدول العربية إلا أن تمارس عليه فعل العزل. ونستنكر استقبال أنطوان لحد أينما كان، ونتهمه بالخيانة لأنه تعاون مع الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، ومارس في أثناء فترة ارتكابه الخيانة كل ما يعيق حركة المقاومة اللبنانية ضد العدو المحتل، ولأنه فتح سجوناً للوطنيين والمقاومين، ومارس القتل والاغتيال بحقهم.وقام باعتقال المقاومين وتسليمهم للعدو المحتل.
وفي العراق يتكرر اليوم أنطوان لحد من جديد، وعنه قام الاحتلال الأميركي باستنساخ العديد من أمثاله:
لما كان العدو الصهيوني محتلاً الأرض اللبنانية، أصبح كل فعل مقاوم لاحتلاله مشروعاً، والحوار معه، إن لم يرق إلى مستوى الخيانة، فهو على الأقل تواطؤ واضح ومدان. فقتاله واجب وطني وقومي، كما قتال الخونة المتعاملين معه شرعي بدون أي التباس. وكل من يسكت عنهما فهو في موقع تسهيل الخيانة والتواطؤ.
القوات الأميركية تحتل العراق اليوم، فمن حق العراقيين أن يقاتلوا الاحتلال، ويمتنعوا عن أسلوب الحوار معه إلى أن ينهي احتلاله. وما ينطبق على الاحتلال ينطبق على المتعاملين معه، ولذا فإن قتالهما شرعي، أما كل أشكال الحوار معه فهو نوع من التواطؤ في حده الأدنى، وعليه يتم قتال المتواطئ كمثل ما ينطبق على الاحتلال ذاته. وعليه يكون الاحتفاء باستقبال بعض أعضاء مجلس للحكم قام المحتل الأميركي بتعيينهم هو بعيد عن الشرعية والأخلاقية الإنسانية. فهو قام بإعدادهم قبل سنوات طويلة مستفيداً من اعتراضهم على الحكم الوطني السابق، فقاموا بتسهيل احتلاله الأرض، وقبلوا بأنه عيَّنهم في مجلس للحكم، وراحوا يمهِّدون لاستكمال سيطرته العسكرية والسياسية والاقتصادية، ويقومون بالجولات على عدد من الأنظمة العربية لكسب شرعية لا يستحقونها، بل يستحقون الحكم عليهم بالخيانة، على قاعدة تطبيق مكيال واحد على أنطوان لحد وعليهم، فهم تشابهوا بالحيثيات التي قادت إلى الحكم عليهم.
أميركا هي ربة العدو الصهيوني وحاميته وصاحبة مشروع احتلال العالم بالتحالف مع الصهيونية، فكل اغتصاب يمارسه العدو الصهيوني يصب في مصلحة الإمبريالية الأميركية، وكل احتلال أو هيمنة أو سيطرة تمارسها الإمبريالية الأميركية يصب في مصلحة الصهيونية العالمية بشكل عام، وفي مصلحة »إسرائبل« بشكل خاص. وكل مقاومة ضد الكيان »الإسرائيلي« هو مقاومة لمشروع الهيمنة الأميركية، وكل مقاومة للاحتلال الأميركي هو تقليص من قوة المشروع الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين. ولهذا يأتي التلازم وثيقاً بين المقاومتين الفلسطينية والعراقية، واللبنانية والعراقية. فمن يقاتل الصهيونية في فلسطين يساعد المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي، وكل مقاومة في العراق تساعد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، ولا يمكن تحرير فلسطين، والقبلتين والحرمين الشريفين من دون مقاومة المشروع الاحتلالي الأميركي في العراق.
وبهذا يكون عملاء العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان هم عملاء للعدو الأميركي في العراق، وعملاء العدو الأميركي في العراق هم عملاء العدو الصهيوني.
وبمثل هذا الأمر يمكن أن نطلق على المتعاملين مع العدو الأميركي في العراق صفة الخيانة، وبما أن أنطوان لحد كان السبَّاق في الخيانة يمكننا أن نطلق على موفق الربيعي تعبير »موفق أنطوان لحد الربيعي«، وعلى يونادم كنا تعبير »يونادم أنطوان لحد كنا«
أو لا يكون عضوي الوفد العراقي هما الشبيهين لأنطوان لحد؟
كان من بين الذين استقبلوه، وهو الأشد إيلاماً، بعض المراجع الدينية الشيعية. ورداً على دعاوى تلك المراجع بأن النظام السياسي السابق في العراق قد ألحق الظلم بالشيعة، وعلى الرغم من بطلان تلك الدعاوى، نقول: لم تتصرَّف تلك المراجع على قاعدة ما أملاه عليهم الإمام علي بن أبي طالب وهو يخوض حرب صفين ضد معاوية بن أبي سفيان. في حينها وصل خبر نية غزو الروم لبلاد المسلمين، فقال أبو الحسن في تلك اللحظة: إذا فعلها بن الأصفر فسوف أفعلنَّها. فلما سألوه ماذا تقصد يا أمير المؤمنين، قال: إذا دخل الروم إلى أرض المسلمين فسوف ألتقي مع معاوية لمحاربتهم.
لقد دخل بنو الأصفر يا أمير المؤمنين، ولم يفعلها من يدَّعون أنهم الناطقون باسمك، والمتَّبعون خطاك.
لم يقل كل المراجع الصامتة أو الناطقة باسمك، في وجه الاحتلال الأميركي، ما قلته أنت عندما نُميَ إليك خبر محتمل عن غزو الروم لبلاد المسلمين، بل التفوا حول بن الأصفر، وساعدوه على احتلال أرضهم نكاية بمعاوية، وراحوا يوغلون سرقة ونهباً لبلادهم وبني قومهم، وفتحوا له الأبواب مشرَّعة لكي يقتل ويسرق ويهين الكرامات...
لقد قاتل المتَّبعون خطاك، من مؤيديك، العدو الصهيوني في لبنان، وعفُّوا عن قتال العدو الأميركي في العراق، وصادقوه تحت ذريعة الحوار. فأينك يا أبا الحسن من تلك التناقضات التي تُرتكَب باسمك؟؟!!
لقد قاتلوا أنطوان لحد كعميل للصهاينة- واتَّهموه بالخيانة، وبرَّاوا حماعة (مجلس الحكم العراقي العميل) وشرَّعوا الخيانة لهم، ودافعوا عنهم. وهؤلاء هم يستقبلون اليوم »موفق أنطوان لحد الربيعي« في بيوت المسلمين من دون أن يرف لهم جفن خاصة وقد تمَّ تكريمه برعاية السفير الأميركي في بيروت!!!
لقد اغتالك ابن ملجم يا أبا الحسن، وفي عصرنا يغتالك مئات الألوف من أمثاله. فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين فقد كان في عصرك ابن ملجم الخوارجي واحد، وعندنا اليوم الملايين منه.
ويحزننا أن نقول أخيراً، وقياساً على وحدة المكاييل المبدأية: العدوان الأميركي والصهيوني عدوان واحد. واحتلال فلسطين واحتلال العراق احتلال واحد. والمتعاون مع العدو الصهيوني خائن. والمتعاون مع العدو الأميركي، أيضاً، خائن.
ولأن أنطوان لحد تعاون مع العدو الصهيوني فهو خائن، ف»موفَّق أنطوان لحد الربيعي« هو خائن أيضاً.
أما إذا أعطينا صك البراءة من الخيانة للربيعي، وقلَّدناه وسام الوطنية، فمبدأ المساواة يقتضي أن نقلِّد أنطوان لحد ذلك الوسام نفسه.
أوَ ليس هذا ما تؤدي إليه »شطارات« بعض الأوساط الرسمية في لبنان؟
أوَ ليس هذا ما تؤدي إليه »شطارات« بعض الأوساط الدينية والحزبية في لبنان؟
أما بالنسبة إلينا فلن نكون إلاَّ حاسمين في أحكامنا على قاعدة المبدأية والأخلاقية، ولن يكون أنطوان لحد إلاَّ خائناً، وقياساً عليه لن يكون أعضاء »مجلس الحكم الانتقالي« في العراق إلاَّ من الخونة.
-->

ليست هناك تعليقات: