السبت، فبراير 27، 2010

«كُتَّاب الشنطة»

-->
«كُتَّاب الشنطة» المتجولون على مواقع الأنترنت
يبيعون «خردة» صدئة
15/ 12/ 2004م
من أسوأ أوضاع الثقافة، في هذا الزمن العاهر، أن نترحَّم على المثقفين الليبراليين الذين انحازوا إلى الإعلام الأميركي فراحوا يروِّجون لأكاذيبه مبررين عهره الديموقراطي، مقتنعين بأن الديموقراطية ستكون أجمل لو أتت على حصان رأسمالي أميركي. ولقد استدعت دعاءنا بالرحمة على أولئك تلك الظاهرة الجديدة التي أخذت تحتل مقاعد لها على صفحات الأنترنت ويمثلها أرباع وأسداس وأثمان مثقفين، ممن تطفَّلوا على الكتابة والصحافة. والأسوأ من ذلك أنهم بنوا حولهم جدران من الأشخاص الذين يصفقون لهم، ويقومون بتشجيعهم، بكل سطحية وغفلة، وهم لا يدرون كم من الحماقات الثقافية والسياسية والمنطقية يقومون بارتكابها، خاصة وأن ما يستند إليه أولئك الكتاب من معلومات لا وجود لها لا في حقائق التاريخ ولا الجغرافيا. وعلى الرغم من استنادهم إلى الكثير من المغالطات التي يأباها المنطق والذوق الثقافي السليم تجد من يصفِّق لهم، ليس لسبب إلاَّ لأن الكلام المكتوب يجد هوى في نفوس بعض القراء من ناقصي الثقافة، والمحقونين بجرعات زائدة من الحقد ضد شخصيات أو أحزاب بعينها. ولا سيما وقد ملأ الحقد قلوبهم من وجود صدام حسين وحزب البعث واقعاً ثورياً رائداً في حياة الأمة العربية التي أدمى تاريخها سلسلة من هزائم النظام العربي الرسمي.
نحن نخشى ليس ممن يخالفوننا الرأي، لأننا نعترف بالرأي الآخر ونحترمه، لكننا نخاف من ناقصي «ثقافة وإيمان». فناقص الثقافة هو من ليس موضوعياً لأنه يحشر نفسه في «باب العالمين بالأمر»، أما الحقيقة فهي أنه قرأ ما يفي بغرض ادِّعائه بالمعرفة من عناوين عامة لا يستطيع الدفاع بالتفصيل عنها. ولهذا يلجأ إلى التزوير، واستغفال العقول الساذجة والسطحية وهي –للأسف الشديد- كثيرة ومنتشرة هنا أو هناك. أما ناقصو الإيمان فهم من الذين ينظرون إلى القضايا الكبرى من خلال موقفهم المسبق من هذا الشخص أو ذاك، أو من خلال هذا الحزب أو ذاك.
فإذا كان الأنترنت هو صوت من لا صوت لهم، أو لمن هم من الممنوعين أن يكون لهم صوت، فقد أخذ بعض المنتحلين صفة الكتابة أو الصحافة، وممن لا يمتلكون القدرة على ممارسة هذا الدور، يتسللون إلى صفحات الأنترنت، ليعمموا ثقافتهم السطحية على من لا يرون الثقافة إلاَّ بعين الهوى والحقد. ويمكننا أن نطلق عليهم تسمية «كُتَّاب الشنطة»، أو«كُتَّاب الكشة»، على مكيال «تجار الشنطة» باللهجة المصرية، أو «تجار الكشة» باللهجة اللبنانية. ونحن لا ننتقص من قيمة عمل هؤلاء التجار لأنهم من الذين يريدون أن يعتاشوا من تجارتهم (طبعاً هذا شرف لهم لأنهم يجهدون من أجل تأمين لقمة العيش بدلاً من التسكع). ولكن الفرق بينهم وبين «كتاب الشنطة أو الكشة» أن الأخيرين يجمعون كل أنواع «الخردة الثقافية» القديمة، والصدئة، والتي تجاوزتها ظروف العصر، من أجل تلميعها وتسويقها، فينخدع الزبائن بلمعانها، ويتلقفونها كمادة سهلة لا تُتعب جهاز عقولهم، ولكنها سهلة الهضم على عقولهم الرخوة التي يتعبها التفتيش عن ثقافة تحترم نفسها، بمنتجيها ومستهلكيها.
ومن الأمثلة على ذلك:
يكرر مهند صلاحات (وهو يدَّعي أنه كاتب وصحافي من فلسطين، ويكشف بعض مؤيديه أنه موجود في الأردن)، في إحدى مقالاته التي نشرها موقع «دنيا الوطن»، اتهامات حول الرئيس صدام حسين. اتهامات أصبحت وراء اهتمام حتى إعلام المخابرات الأميركية التي ابتكرتها وروَّجت لها قبل احتلال العراق، وكانت واثقة من أن ترويجها سينطلي على عقول السُذَّج، من أصحاب الهوى، وعلى الحاقدين من أصحاب الأهواء الإيديولوجية. ويأتي مهند صلاحات على إعادة التذكير بها، وإضافة ما صوَّرت له ثقافته القاصرة جداً ما يحلو له من تحليلات عجز الكومبيوتر الأميركي عن ابتكارها. تحليلات لا علاقة لها بالمنطق السليم، وهي –بوضعيتها التي جاءت بها- تدل إما على غفلة صاحبها أو آتية من منطلق استغفاله لعقل القارئ.
وموجز ما جاء في مقالته الطويلة جداً (التي قرأناها بجلد وصبر كان دافعه أن نعرف أي رقم يأتي هذا الكاتب في تعداد أهل الكهف، لأنه يحسب أنه اكتشف شيئاً لم يكتشفه أحد قبله، بينما سبقه الكثيرون في «علك» تلك المعلومات، ولكنهم ملّوا منها بعد أن استهلكت بعض الثقة في مصداقية ما كانوا يروِّجون له، إما خدمة لأهوائهم الشخصية أو خدمة للإعلام الأميركي الخبيث):
ينطلق مهند صلاحات في كتابة مقاله من حقدين:
الأول: حقد إيديولوجي ضد كل ما هو قومي عربي. والدليل على ذلك تقزيم خطوة التأميم التاريخي لقناة السويس التي قام بها الرئيس العربي الراحل جمال عبد الناصر. ووضعها في مصاف الخطوات المشبوهة، والتي يوحي وكأنها تمَّت بأوامر أميركية قائلاً عنها: «استطاعت أمريكا عبر عبد الناصر أن تخرج النفوذ البريطاني الفرنسي وسيطرتهم عبر شركاتهم على قناة السويس تحت مسمى تأميم القناة».
الثاني: حقد نابع من منظار ماركسي سابق تجاوزه الكثيرون من الماركسيين، وهو يرتبط بتاريخية الصراع بين حزب البعث (الذي يقود المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي)، والحزب الشيوعي العراقي (الذي شارك القوات الأميركية في الإعداد لغزو العراق واحتلاله، وهو يشارك الاحتلال الأميركي في إضفاء شرعية عراقية عليه). ومن أجل ذلك لم يفوِّت مهند صلاحات الإشادة بالحزب الشيوعي العراقي الذي كان حليفاً لعبد الكريم قاسم في العام 1958م. وحول ذلك يقول: «وفي العراق أخذت أمريكا تعزز مكانة رجلها المخلص صدام حسين الذي جاءت به بعد قتل الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الموالي للسوفييت والذي اعتبرته من اشد أعدائها». وهنا لن نحاسب مهند صلاحات على خطئه التاريخي الفادح، ومضمونه أن صدام حسين لم يأت خلفاً لعبد الكريم قاسم. وهذا الخطأ يبرهن عليه مهند بنفسه بفرية وكذبة من بنات هواه الإيديولوجي عندما ينسب بداية اتصال الأميركيين بصدام حسين إلى فترة وجوده في القاهرة قائلاً: «إن إرتباط صدام بأميركا بدأت حين عاش في القاهرة بضع سنوات في أواسط الستينيات». بينما حصل الانقلاب ضد عبد الكريم قاسم في العام 1963م، واستولى عبد السلام عارف ومن بعده أخوه عبد الرحمن على السلطة في العراق. كما أننا نذكِِّّر مهند صلاحات بأن ثورة 14 تموز من العام 1958م قد تشارك في تفجيرها حزب البعث والحزب الشيوعي. وهذا ما يكفي للرد عليه بأن عبد الكريم قاسم لم يكن من أشد أعداء أميركا، بل حزب البعث هو أشد أولئك الأعداء (فهو يقود مقاومة ضد الاستعمار منذ تأسيسه، مروراً بثورة 14 تموز 1958م، وحتى الآن)، والحزب الشيوعي (لكنه –للأسف- تراجع بعضه عن استراتيجية قتال الاستعمار وركب القطار الأميركي)، باستثناء الشيوعيين العراقيين الشرفاء (من تنظيم الكادر) الذين ظلوا أمينين لخندق مقاومة الاستعمار. ومن غير الصعوبة أن تتصل بهم أو تتابع نشاطاتهم ومواقفهم في موقع (الكادر) على الأنترنت.
ينطلق مهند صلاحات من أكذوبة، تسخر من ضحالتها حتى المخابرات الأميركية، وفيها يقول: «صدام حسين آل مجيد قد حمل وبكل جدارة بطاقة معلقة على صدره تقول بأن هذا الشخص هو مجرم دولي... بدعم الولايات المتحدة الأميركية».
أما كيف أظهر صدام حسين ولاءه للأميركيين كما تتصورها مخيلة مهند صلاحات، فانظروا إلى تلك الافتراءات التي يقدمها للقارئ وكأنها من الحقائق. وهنا يقول صلاحات ما يلي:
-حصل صراع بين «دول الاستعمار القديم(بريطانيا وفرنسا)» و«الاستعمار الجديد (أميركا)». وكانت أميركا «تسيطر حتى عام 1970م على 90% من الاحتياطي العالمي للنفط». لذلك «أوعزت دول أوروبا وعلى رأسهم لندن إلى رجالها والحكومات الموالية لها من حكام الدول المنتجة للنفط بتأميم شركات النفط في بلادهم». «وقد برزت سيطرة الموالين لبريطانيا على سوق النفط بعد عمليات التأميم». و«رفعت الدول المصدرة للنفط التي كانت لا تزال تخضع لسيطرة سياسية بريطانية وفرنسية في ذلك الوقت، وعلى رأسهم فيصل ملك السعودية، شعار سلاح النفط... وأخذوا يتحكمون في أسعار النفط ، فرفعوها إلى مستويات أوجعت كافة الدول المستوردة للنفط».
ولينظر القارئ، من خلال ما كتبه صلاحات حول النفط بشكل يثير السخرية من تقديمه معلومات لا علاقة لها سوى بتخيلات يسخر منها العقل السليم. ونسأل القارئ: هل فعلاً طلبت بريطانيا من الدول العربية المنتجة تأميم النفط؟ وكيف حصل ذلك؟ وأين؟ ومتى؟ ومن استجاب من الدول المعنية لتلك الدعوة؟ وهل تلك الدول كانت تقف إلى جانب الثورة ضد مصالح أميركا؟ وهل كانت تلك الدول طليعية وتقف ضد الاستعمار الأميركي؟
وهل فعلاً كان الملك فيصل من الحاشية البريطانية؟ وهل لا يعلم أن مشاركته في قرار مؤتمر القمة العربية بحجب النفط عن الدول التي تساند العدو الصهيوني كان ضد إرادة كل الدول الأجنبية، بريطانية وفرنسية وأميركية؟ ألا يعلم أن ذلك القرار لم يكن له سابقة نظامية عربية جديرة بالاحترام، ولم يحصل ما يشبهه فيما بعد؟ ألا يعلم مهند أن قراراً أميركياً هو الذي اغتال الملك فيصل ليس لأنه بريطاني الهوى، بل لأنه شارك بصياغة قرار القمة العربية بعد حرب العام 1973، بينما نشأ النظام السعودي –ولا يزال- على أعلى درجات التنسيق والتعاون مع الأميركيين؟
وجواباً على ذلك ابتكر صلاحات كذبة أن تلك الدول المنتجة للنفط قد قامت بتأميم ثرواتها النفطية؟؟!!. ولن نقول بأكثر من أن الأحكام القائمة على أكاذيب تاريخية وسياسية واضحة هي أحكام كاذبة. لقد تخيَّل صلاحات مقدمات كاذبة، في موضوع تأميم النفط، ليبني عليها أحكاماً وفريات في مواقع لاحقة من مقالته.
وهنا لا بدَّ من أن نوضح للقارئ حقيقة قضية تأميم النفط. ففي المشرق العربي كان العراق، بقيادة حزب البعث، هو البلد الوحيد الذي قام بتأميم الثروة النفطية الوطنية، في حزيران من العام 1972م، من بين أيدي ثلاث شركات أجنبية: فرنسية وبريطانية وأميركية. وهذا السبب أُضيف إلى جملة أسباب أخرى لتسعير حالة العداء الرأسمالي ضد العراق. وإذا كان العراق قد استجاب في خطوة تأميم النفط، لإرادة خارجية كما يدَّعي مهند صلاحات، فهو يكون قد استجاب لرغبة بريطانية فرنسية في التأميم. وهنا هل يمكن للعراق أن يكون «عميلاً» لبريطانيا يستجيب لرغباتها بينما صنَّفت مخيلة مهند صلاحات الرئيس صدام حسين في دائرة العمالة لأميركا منذ أواسط الستينيات؟
وهنا هل يجوز أن يكون تعليقنا على أكاذيب مهند ومحاولة استغفال عقل القارئ إلاَّ أنه مثال في الغفلة والبعد عن حرفة الأذكياء في تقديم المعلومة، واستكمالها بتحليل مشبوه لا صلة له بالمنطق: معلومة كاذبة لا بدَّ من أن تُنتج تحليلاً قاصراً، بل مشبوهاً.
يستكمل مهند فرياته وتشويه الحقائق بأسلوب شبيه بأسلوب «حكايات ألف ليلة وليلة» وهو ينسج «حكاية أميركا مع شيوخ النفط». وما على القارئ إلاَّ أن يلاحظ «ثورية أولئك الشيوخ» الذين نسب إليهم مهند فضل تأميم نفط لم يقوموا به. تلك «الثورية» التي دفعت بأميركا، نفاذاً لصبرها، إذ لم يطل الوقت –كما يتخيَّل مهند أو يتوهم- «حتى شرعت أميركا في وضع خططها لاستعادة السيطرة... بشن حملة دعائية عالمية لاقت نجاحاً كبيراً لدى جميع الدول المستوردة للنفط التي ذاقت مرارة ارتفاع الأسعار . وأبرز ملامح هذه الدعاية تصوير شيوخ النفط بالجهلة البدائيين». «وفي الخفاء أخذت واشنطن تعمل على الإطاحة برجال بريطانيا وأوروبا وإحلال أنظمة موالية لها». ولم يقل لنا مهند صلاحات من هم المشايخ الذين أسقطتهم أميركا، ومن هم الذين عيَّنتهم كبدائل للمشايخ «الثوريين»!!!
ولأن الأميركيين محتاجون إلى ركائز عربية –كما هي غزيرة مخيلة مهند في تزويج التناقضات في أحكامه ومعلوماته- : «أخذت أمريكا تعزز مكانة رجلها المخلص صدام حسين الذي جاءت به بعد قتل الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الموالي للسوفييت والذي اعتبرته من اشد أعدائها»!!!ولكن كيف نفَّذ صدام حسين دوره؟ يقول مهنَّد:
أولاً: «جعلته يتولى أمر إنهاء التمرد الكردي الذي كان يتزعمه الملاّ مصطفى البرزاني في شمال العراق». ولكن مهند أخفى حقيقة أهداف التمرد. وهو يريد أن يستغفل القارئ عندما يصور وكأن التمرد الكردي كان يصب ضد المصالح الأميركية، وكأنها لم تكن تقف من ورائه. وأخفى هوية الجهات التي تقف وراءه. ولكي يكون القارئ على بيِّنة من الأمر حول تلك الحقائق، نقول: إن أهداف التمرد في شمال العراق، الذي قاده البرازاني، كانت تصب في مصلحة أطراف ثلاثة، وهي:
-نظام شاه إيران، ولا يخفى على أحد مدى عمالته لأميركا، حيث كان أحد أقوى مؤسسي «حلف بغداد» الذي أسقطته ثورة الرابع عشر من تموز من العام 1958م في العراق.
-العدو الصهيوني الذي كان يدعم تلك الحالة الانفصالية في شمال العراق لتشكل له موطئ قدم يستند إليها في تنفيذ استراتيجيته التلمودية. وما يؤكد تاريخية تلك العلاقة –بين الصهيونية والبرازاني- الكم الكبير من الوثائق، نصوص اتفاقات وصوراً تجمع زعماء التمرد الكردي مع مسؤولين صهاينة، التي انكشف النقاب عنها. وما على مهند إلاَّ العودة إلى نص المقابلة التلفزيونية في قناة «الجزيرة» التي أجرتها مع الدكتور نوري المرادي (من قياديي تنظيم الكادر المنفصل عن الحزب الشيوعي العراق). وما يثير اهتمامنا في إخفاء تلك العلاقة من قبل مهنَّد هو أنه كيف يطلب الأميركيون من عميل لهم تنفيذ مهمة لا تصب في مصلحة العدو الصهيوني؟ ولن نقول لمهند إلاَّ أنه من المعيب أن تزور الحقائق من أجل مهمة غير شريفة. وهل كان الأميركيون –فعلاً- ضد التمرد الكردي؟ وهل كان من له مصلحة في ذلك التمرد أكثر من المشروع الأميركي؟
-العدو الأميركي: ولأن علاقة استراتيجية تربط بين النظامين: نظام الاستعمار الأميركي، ونظام الاستيطان الصهيوني، يكون من الغباء أن نقول بأن إنهاء التمرد الكردي في شمال العراق جاء لمصلحة أميركا. أما الحقيقة فهي: لأن التمرد الكردي في شمال العراق يصب في مصلحة أميركا والصهيونية، ويشكل عامل تمزيق للأرض الوطنية العراقية قام صدام حسين بمحاربة ذلك التمرد.
ثانياً: يقول مهند إن الإدارة الأميركية قامت «بإشعال الثورة الإيرانية عام 1978م ، مستغلة في ذلك شعبية الخميني». وتلك فرية كبرى. إذ ليس صحيحاً أن أميركا هي التي أشعلت الثورة الإيرانية. فالثورة اشتعلت بأدوات إيرانية شعبية قادها رجال الدين الإيرانيين بقيادة الخميني. ولما استفحل أمر الثورة، وعندما وجدت أميركا أنه لا أمل بإنقاذ عميلها «شاه إيران» من ثورة الشارع الإيراني، لجأت إلى أسلوب ديماغوجي في محاولة لاحتواء نتائج الثورة الجديدة. ووجدت فيما بعد أنه يمكن الاستفادة من واقع الحال في إيران لأنها بدلاً من أن تكون صديقة للعرب وعوناً لهم في الصراع ضد الاحتلال الاستيطاني الصهيوني وأطماع الإمبريالية الأميركية، دعت –تحت قيادة الخميني- إلى تصدير الثورة الإسلامية إلى الوطن العربي مروراً بالعراق كجار في الجغرافيا، وكحاضن للعتبات الشيعية المقدسة. وتلك كانت من أهم أسباب الحرب العراقية – الإيرانية التي لم يستجب النظام الجديد في إيران لكل دعوات العراق في إيقافها. ولما ظهر استحالة تنفيذ الحلم الخميني وافق المذكور على قرار مجلس الأمن (598) واصفاً موافقته بأنها كمن يتجرَّع السم.
ويتحفنا مهند صلاحات بمعلومات، عالية الأهمية، ومن علوها لم نسمع أحداً قبله، ولن نسمع من بعده، من يروي حكاية العلاقة بين ثلاثة أنظمة لن يستطيع جمع استراتيجياتها أي «شيطان» أو أي «ساحر» في الدنيا: السعودية والعراق وإيران.
أول علامات الاستغراب ما عبَّر عنه مهند بإيحاءاته قائلاً: «وبذلك سيطرت الولايات المتحدة على أهم ثلاث دول في منطقة الخليج : السعودية والعراق وإيران» .
أما ثانية تلك العلامات، فإنه «لم يبق عليها (أي الإدارة الأميركية) سوى الهيمنة على ما تبقى من دويلات الخليج». فهل ترى يا سيدي القارئ أنه لم يبق خارج القفص الأميركي سوى دويلات خليجية لا حول لها ولا قوة؟. وليس لمشايخها أية استراتيجية فكرية أو إيديولوجية تدفعها للتمرد على إرادة أميركا كأكبردولة عظمى في العالم؟ إن من يقف ضد الإدارة الأميركية ويقول لا في وجهها لهو من الذين نضعهم تاجاً على رؤوسنا. ومن غريب الأمور أن يقف مهند صلاحات مخالفاً كل وقائع الأمور ومواقف كل الأحزاب والتنظيمات، وحقائق التاريخ، ليقول لنا: إن مشايخ محميات ودويلات النفط هم الثوريون الوحيدون الذين استعصوا على الإرادة الأميركية.
أما ثالثة علامات الاستغراب، ولنقل علامات التزوير، أن أميركا كانت عاجزة عن احتواء مشايخ النفط، فجمعت جهود ثلاث دول، لا يمكن جمعها بقدرة ساحر. من أجل هدف واحد، هدف واحد لا غير. وهذا الهدف هو تخويف مشايخ وأمراء تلك الدول. طبعاً تخويفهم من خلال تدمير بلدين (العراق وإيران)، والسبب أن القوة الأميركية عاجزة عن تخويفهم.
لقد سبك مهند، برؤية مسرحية في غاية السذاجة، كل ما حصل في المنطقة من حروب ومآسي بشكل لا نحكم عليه إلاَّ أنه مستوى عال من السذاجة التي يتميز بها الكاتب والصحفي «الفلسطيني» مهند صلاحات، على الشكل التالي:
لم يبق في صفوف الثورة في هذه الأمة –كما يوحي نص مهند- إلاَّ عدة من مشايخ النفط متمرداً على الإرادة الأميركية. وكان على الإدارة الأميركية –حسب مهند أيضاً- أن توظف عملاء لها بحجم العراق، وأن تفجِّر ثورة شعبية في إيران. وأن تدفع بهما إلى تمثيل مسرحية حربية استمرت في عروضها ثمان من السنين. ودفع بها الطرفان مئات المليارت من الخسائر المادية، والملايين من القتلى والمعاقين، وبلغ عدد الأسرى بين الطرفين مئات الآلاف. ولم تكن معارك الفاو، أكبر معارك تلك الحرب –حسبما فبركته مخيلة مهند- إلاَّ تمثيلية يستخدم فيها الإيرانيون ألعاباً نارية قوامها صورايخ بعيدة المدى، كمثل صاروخ «سيلك وورم». واقتضت حبكة المسرحية من العراق أن يخلي «فقط» شبه الجزيرة تلك ليقوم الممثل الإيراني بإطلاق الصواريخ منها على الكويت من أجل تخويف «ثوارها» من «المشايخ والأمراء» المتمردين على الإرادة الأميركية!!!
لقد كلَّف الفصل من مسرحية تخويف الكويت انطلاقاً من شبه جزيرة «الفاو»، التي لعب فيها الممثلان، العراقي والكويتي، كما رسمته مخيلة كاتب المسرحية الغريبة، خسائر بشرية ومادية جسيمة.
لنتابع أيها القارئ الكريم حبكة المسرحية، كما جاءت في مقال مهند صلاحات:
يقول مهند صلاحات: «ورأت أميركا أن الطريقة المثلى للهيمنة على هؤلاء الحكام هي تخويفهم ودفعهم للارتماء في أحضانها لحمايتهم. ووضعت لتحقيق هذا الهدف عدة خطط». «وكانت أولى هذه الخطط الإيعاز لإيران». «وبالفعل قام أنصار الخميني في بعض هذه الدول بتحركات نشطة أزعجت الحكام (وخاصة في الكويت)، ولكن هؤلاء الحكام سرعان ما سيطروا على الوضع ، وأوقفوا التحركات الإيرانية داخل دولهم عند حدها, وكان من الطبيعي أن لا تدفعهم هذه التحركات في النهاية لطلب الحماية الأمريكية».
يتابع مهند: «بعد ذلك إصطدمت أمريكا بدخول الاتحاد السوفيتي لأفغانستان عام 1979م». «ونشط عملاء أميركا وغيرهم في المنطقة في إرسال (المجاهدين) إلى باكستان ، للعبور منها إلى أفغانستان، والمشاركة في التصدي للشيوعيين».
«وأخذ المسؤولون الأميركيون يتوافدون على دول الخليج ، مهولّين من الخطر الشيوعي ، وعارضين على هـذه الدول الحماية الأميركية. غير أن دويلات الخليج ، وحكامها لم تنطلِ عليهم هذه الحيلة ، ورفضوا الاستجابة لواشنطن في البداية. وهنا تفتق ذهن المخططين الأميركيين عن إشعال الحرب بين العراق وإيران على نحو يجعل الرعب يدب في قلوب حكام الخليج». «أما بقايا الاوروبيين من العرب في المنطقة فقد اضطروا للوقوف إلى جانب العراق بالمال وأحياناً بالرجال حتى لا ينهار ما اعتبروه خندقهم الأمامي في وجه الخطر الإيراني أو بعبارة أخرى الأمريكي».
لاحظ، هنا، أيها القارئ الكريم، أن «الثوار» من «مشايخ الكويت وأمرائها» كانوا مثالاً للثوار وأنموذجاً يمكن احتذاؤه وتدريسه في الكليات العسكرية. وتتأكد من ذلك وأنت تتابع حبكة المسرحية بإطار فني يثير الإعجاب، وحولها جاء في مقال مهند ما يلي: «صحيح أن الكويت كان يتملكها الخوف كلما كانت إيران تحقق مكاسب عسكرية في منطقة البصرة، ولكن هذا الخوف لم يدفعها لطلب الحماية الأميركية»، بل ظلَّت صامدة في وجه الغطرسة الأميركي.
فإذا كنا نفهم، عزيزي القارئ، أن يُوجَد في العالم نوعاً «سوبرمانياً» من الثوار، كمثل «ثوار الكويت». إلاَّ أننا لم نستطع أن نفهم «لماذا اكتفت الكويت بمد العراق بالأموال اللازمة لشراء السلاح». إن المستهدف من الحرب العراقية – الإيرانية هو تخويف الكويت بواسطة عميلين أميركيين: العراق وإيران. ونسأل مهند، رحمة بعقولنا: هل أن يمد «ثوار الكويت»، المتمردون على أميركا، يد المساعدة إلى من ينفِّذ المشروع الأميركي هو أمر يصدقه من في رأسه عقل بشري؟
يتابع مهند: «من باب التضييق على دول الخليج بوجه عام حتى لا تقع دول الخليج بالفخ الأمريكي، والكويت بوجه خاص، أوعزت أميركا لصدام بتوسيع نطاق الحرب، ومدّها إلى ميـاه الخليج». وكانت النتيجة –كما يصفها مهند صلاحات: « وهنا اشتدت مخاوف دول الخليج، بما فيها الكويت، مما جعلها تقبل برفع الأعلام الأميركية وغيرها على السفن التجارية المتجهة لموانئها ، وخاصة ناقلات النفط والغاز».
لقد بدأ الحديد «الكويتي» يلين تحت مطارق أميركا، لكنه بقي يتلون، وهذا –كما «يبهلن» علينا مهند صلاحات- لا يكفي. ولهذا كان من الواجب على الإدارة الأميركية، يتابع صلاحات: و«لزيادة مخاوف الكويت لعلها تستسلم, وتمثل هذا الترتيب بقيام صدام بتسليم شبه جزيرة الفاو لإيران في عملية عسكرية سريعة استغرقت ليلة واحدة فقط, وكان هدف أميركا من ذلك منح إيران منصة لإطلاق صواريخها الصينية من نوع سيلكوورم على الكويت». «والشيء الوحيد الذي استفادته من الفاو هو ضرب الكويت بالصواريخ، وإثارة ذعر حكامها وأهلها». «ولإخفاء صدام حقيقة أنه سلّم الفاو ، بادر بإعدام كبار ضباط الوحدات العراقية التي كانت مرابطة في الفاو بتهمة التقصير والخيانة».
وعلى قاعدة أن الطرق الدائم «يفك اللحام»، وعلى طريقة ممارسة الضغط الدائم الذي تمارسه الإدارة الأميركية، أو الذي مارسته في الضغط على «مشايخ وأمراء دول الخليج»، في استعصائهم ضد الإرادة الأميركية. ولما لم ينفع أسلوب «الألعاب النارية» التي قامت بها إيران انطلاقاً من شبه جزيرة «الفاو» التي قام العراق بتسليمها للإيرانيين كما يريد أن يستغفلنا مهند بتخريفاته. يتابع مهند (كاتب مسرحية) «الحرب العراقية - الإيرانية» واصفاً الأسلوب الأميركي الجديد، قائلاً: «ومرة أخرى توافد المسؤولون الأميركيون على الكويت يعرضون الحماية». «غير أن أمير الكويت عرض على أميركا بدلاً من ذلك إقامة جزيرة صناعية في البحر».
غريب أمر أولئك «الثوار» في الكويت، المتمردين على إرادة أميركا. كم يستأهلون الإعجاب والتقدير. لقد صمدوا في معركة الممانعة مع أميركا إلى آخر الحدود. لقد دمَّرت أميركا بلدين يصل تعداد سكانهما إلى ما يقرب من خمسة وسبعين مليوناً من البشر من أجل تمثيل «مسرحية تخويف أمراء الخليج ومشايخه»، ودفََّّعت ميزانية البلدين مئات المليارات من الدولارات. وعلى الرغم من ذلك فشلت أميركا في تحقيق غرضها. لكن الدولة الكبرى في العالم لم تيأس. ولهذا السبب –كما جاء عند كاتب المسرحية الذي يستغفل عقولنا- يتابع معجباً بالصبر الذي يتحلى به المسؤولون الأميركيون. ولهذا –يقول مهند- «وبعد أن فشلت أميركا في تحقيق هدفها من خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية. أخذت ترتب الأمور لإنهاء الحرب قبل موت الخميني لأنه قبل انتهائها لن يجرؤ خليفته على إنهائها قبل تحقيق الهدف الذي حدده الخميني لها، ألا وهو إسقاط نظام صدام، وإقامة (جمهورية إسلامية) في العراق». «وبالفعل رتّب رافسنجاني الأمور، فسحب قوّاته من الفاو ومن منطقة (جزر مجنون) لتحتلها القوات العراقية بهجوم خاطف خلال أقل من يومين، وأخذت القوات العراقية تتوغل في الأراضي الإيرانية، وكأنه لا يوجد مدافعون عن هذه الأراضي, ورفع رافسنجاني تقريراً عن هذا الوضع للخميني، مما جعله يعلن إنهاء الحرب بطريقة دراماتيكية». « وهكذا انتهت الحرب، وظهر صدام بمظهر البطل المنتصر».
برافو يا مهند. والله لقد أجدت فن الكذب واستغفال العقول.
برافو لكل من صدَّق كلامك. حتى من أولئك الذي يدَّعون فن الكتابة.
إنها والله لنهاية ذكية لمسرحية يمكن أن تكون مخصصة ل«المغفلين».
قل لنا، بربك، كيف يتعاون العراق وإيران ثمان سنوات في مسرحية حربية، يتبادلان فيها أدوار تخويف «الثوار» من «أمراء النفط في الكويت ومشايخهم»، وهم من المفترض –كما يتبادر لمخيلتك- أن يدفعوا أمراء الكويت للخضوع إلى الإرادة الأميركية، وفي الوقت ذاته يعمل الخميني لإسقاط حليفه النظام في العراق؟
واعجباً. حرب واحدة، استمر عرضها لمدة ثمان من السنين، لم تنجح في زحزحة «ليوث الكويت من الأمراء ومشايخ النفط» عن موقفهم العدائي من الأميركيين. ولم يرف لهم جفن من خوف أو من فزع. والله لقد زرع مهند صلاحات الذهول في عقولنا من كثرة إعجابنا ب«ثورية الأمراء ومشايخ النفط في الكويت على الأخص». لكن ابتكارات الأميركيين في بلوغ هدفهم لم يزرع اليأس في قلوبهم. لهذا، ولما فشلت أميركا في تخويف الكويت، يتابع مهند: كانت خطتها الأخيرة «لتحقيق هدفها في الهيمنة على منطقة الخليج، بل والشرق الأوسط بأسره، هي دفع العراق لاحتلال الكويت».
وأخيراً، وفي اليوم السابع من كتابة مسرحيته، يرتاح مهند صلاحات، ويريح المتابع قائلاً: «وبعملية الكويت، ورضوخ حكامها، ومعهم حكام باقي دويلات الخليج، للهيمنة الأميركية، صارت لأميركا الكلمة الفصل، كما سيطرت على نفط الخليج كله، بدءاً من إيران وانتهاء بالإمارات العربية المتحدة، مروراً بكل من العراق، والكويت، والسعودية، والبحرين، وقطر».
لقد جعل مهند صلاحات من الكل راضخين للإرادة الأميركية. ولكن مسرحيته لم تنته بعد. فالشك الأميركي مبرر عنده. فإذا كانت كل دول النفط قد رضخت، وعلى طريقته في الجدلية المادية والتاريخية التي استخدمها وللأسف في التزوير وخداع الساذجين، رأى الأميركيون بحسهم الحذر أن المرحلة الجديدة ستخضع لقوانين صراع الأضداد مرة أخرى. وفي «قفشاته» الديالكتيكية تلك يتابع وصف استراتيجية الإدارة الأميركية، بما يلي:
« ولضمان استمرار سيطرتها على هذه المنطقة، فإن واشنطن تبنّت نظرية (الاحتـواء المزدوج), وظاهر هذه النظرية أنها لحماية دول الخليج من الخطرين: العراقي والإيراني. ولكن الحقيقة هي الاستعانة بالعراق وإيران في تمكين سيطرتها على باقي دول الخليج, ولعب صدام في هذا الإطار دوراً بشعاً آخر، فهو لم يكفّ أثناء حكمه السابق عن مشاكسة فرق التفتيش التي تعمل في العراق، وتتخذ الولايات المتحدة من هذه المشاكسة ذريعة لحشد القوات في منطقة الخليج، بحجة ضرب العراق لتأديبه على مشاكساته, ويدبّ الرعب في هذه الأثناء في دول الخليج نظراً لأنها تخشى أن يطالها رد صدام».
من أين لك هذا يا مهند؟
إنها استنتاجات تستأهل لقاءها أفضل سجن للمجانين. لقد قلت –قبل قليل- إن أميركا سيطرت «على نفط الخليج كله»، وهذا يعني أن كل دول الخليج كما حددتها قبل قليل «بدءاً من إيران وانتهاء بالإمارات العربية المتحدة، مروراً بكل من العراق، والكويت، والسعودية، والبحرين، وقطر» قد أصبحت في السلة الأميركية منذ العام 1991م، أي تاريخ العدوان الثلاثيني على العراق. وتتحفنا، وكأنك مصاب بضعف الذاكرة- بأن أميركا (بعد العدوان الثلاثيني في العام 1991م) راحت تستعين بإيران والعراق من أجل تمكينها من السيطرة «على باقي دول الخليج ». وهل بربك هناك دول أخرى في الخليج على الخارطة نجهلها نحن وتعلم بها أنت؟
إنه جنون يتميَّز به مجانين كتَّاب المسرحيات. ولأنك لن تأتي بتفسير حقيقي لمجريات مرحلة احتلال العراق، ولن نتهمك بجهلها، ولكننا نتهمك بإغفالها حتى لا تسيء إلى من أنت موظف في مصانعه التي تقوم بتعليب «الأفكار» أو مصانع «تشويهها» على طريقة رامسفيلد، «المعلم الأكبر والأول» في الكذب.
لقد دفعتك حاجتك إلى إكمال فصول المسرحية المكلَّف بكتابتها، ولا أستبعد أن يكون «الثوار من أمراء الكويت» هم الذين كلَّفوك بمهمة الكتابة، لتبتكر بقية ل«دول الخليج» غير موجودة من أجل إخراج «مهمة جديدة» وتبرير جديد لمرحلة حصار العراق. وهل نلومك على مقدرتك على «فبركة» الوقائع وتركيبها، مع الكثير من الاعتماد على ذاكرة ضعيفة لبعض القراء الذين أبدوا حماسة في تأييدك؟
لن نلومك لأن هناك من المحقونين حقداً على رموز الأمة وعظمائها من تمر عليهم وسائل الخداع والتزوير. بل ندعوك إلى وقفة من ضمير، لعلَّك تفيء من غيك، وتعود إلى رشدك، وأن يكون مرشدك قول الرسول الكريم «تموت الحرة ولا تأكل بثدييها».
أما عن صدام حسين، فليس بحاجة إلى الدفاع عنه. إذ يكفيه أن يكون أخصامه ممن «أكلوا الكثير الكثير بأثدائهم»، ومن الذين احتضنتهم «سيركات» المخابرات الأميركية والبريطانية والصهيونية.
وأما حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أسَّس لأكثر المشاريع النهضوية القومية في العراق، فهو في خندق المواجهة الدائم ضد الاستعمار والصهيونية منذ تأسيسه وحتى الآن. ويكفيه فخراً أنه يصول ويجول على أرض العراق –من شماله إلى جنوبه ومن شرقه وغربه- مطارداً كل جندي محتل، وكل عميل خائن لوطنه.
وأما أنت، فندعوك إلى هجرة تجارة «الخردة» الصدئة، التي تحاول تلميعها لتظهر بضاعة لمّاعة، تخدع بعض السذج والموتورين وما هي إلاَّ تجارة الذين يأكلون ب«أثدائهم» على حساب مصلحة أمتهم.
-->

ليست هناك تعليقات: