السبت، فبراير 27، 2010

حوار مع الأستاذ طلعت رميح

-->
حوار مع الأستاذ طلعت رميح
حول دراسته عن المقاومة العراقية
3/ 1/ 2005م
نشر الأستاذ طلعت رميح في موقع شبكة البصرة، دراسة تحت عنوان «مراحل استراتيجية تحرير العراق» على حلقتين، نشر الأولى بتاريخ 19 كانون الأول/ ديسمبر 2004م.
قرأنا الدراسة بتمعن لمعرفتنا المسبقة بدور الأستاذ رميح بتأييد المقاومة العراقية والدفاع عنها. ونحن نكن له احتراماً وتقديراً. ولأن في الدراسة ما يوجب التوضيح، جاء ردنا هذا في موقع الحوار بين مؤيِّديْن للمقاومة، إذ يجمعنا سقف استراتيجي واحد. وطريقة الحوار للوصول إلى تشخيص أكثر دقة لواقع المقاومة العراقية هو هدفنا من التوضيحات التي سنسوقها فيما يلي:
بداية، لا بدَّ من أن نثبِّت أن المقاومة العراقية كانت تشكل إطاراً استراتيجياً لفكر حزب البعث العربي الاشتراكي عامة، وللبعثيين العراقيين خاصة. وللرئيس صدام حسين بشكل أخص. وهو السبب الذي دفع بنظام الحزب السياسي في العراق –منذ أن أعلن رفضه للتهديدات الأميركية- لإعداد موجبات التصدي للعدوان الأميركي، وموجبات مقاومة الاحتلال إذا حصل. وكان الإعداد يتم –بسنوات كثيرة قبل الاحتلال- على قدم وساق، شاملاً تدريب القيادات العسكرية على فنون قتال العصابات والشوارع مستفيداً من مميزات حرب التحرير الشعبية، كما أنه يشمل تخزين السلاح المناسب لممارسة هكذا استراتيجية. وقد جاءت المقابلة التي نشرتها أكثر وسائل الإعلام –نقلاً عن الرئيس الأسير- أن اجتماعاً للقيادة عُقِد برئاسته –مباشرة بعد التاسع من نيسان من العام 2003م- ليعلنوا فيه الابتداء بممارسة الكفاح الشعبي المسلح حسبما كان مقرراً قبل الاحتلال.
ولأن الاستراتيجية الأم لحرب التحرير الشعبية كانت المفصل الأساسي بين مرحلتين: مواجهة نظامية تكتيكية لها أغراضها، ومواجهة حرب تحرير شعبية طويلة الأمد لها غرض واحد هو طرد الاحتلال.
من كل ذلك نرى أن بدء مرحلة المقاومة الشعبية قد بدأت في وقت مبكر جداً عما حدده الأستاذ رميح: لقد بدأت في العاشر من نيسان/ أبريل من العام 2003م، متبوعة ببيان قيادة المقاومة والتحرير في الثاني والعشرين من الشهر ذاته، متوَّجة برسالة الرئيس صدام حسين في التاسع والعشرين منه. متبوعة كلها بأول بيان لقيادة قطر العراق في العاشر من حزيران/ يونيو، ومتوجَّة بالمنهج السياسي الاستراتيجي في التاسع من أيلول/ سبتمبر محدداً كل الأهداف الاستراتيجية للمقاومة العراقية التي ذكرها الأستاذ طلعت رميح في دراسته.
لقد قمنا باختصار تلك المراحل، التي اقتضت كتابة مئات الصفحات بشكل خاص في كتابيْنا: المقاومة الوطنية العراقية. الأول: معركة الحسم ضد الأمركة. والثاني: الإمبراطورية الأميركية بداية النهاية. واللذان قامت شبكة البصرة بنشرهما، وكذلك موقع المحرر.
وغاية الاختصار توضيح بعض الجوانب والزوايا التي لا نحسب أن الأستاذ رميح كان يريد إغفالها. ولكنه وقع من جراء ذلك الإغفال ببعض النتائج غير الكافية والتي لا تفسِّر مسارات المقاومة العراقية بشكل دقيق. وتتلخَّص تلك الأخطاء بمسارين أساسيين، وهما:
المسار الأول: معركتا الفلوجة.
المسار الثاني: الرؤية الموضوعية لدور هيئة علماء المسلمين في العراق.
بداية، ولكي نكون موضوعيين، لا بدَّ من أن نعترف لأهمية الفلوجة كأهم نماذج المقاومة العراقية على شتى المقاييس. كما أنه لا بدَّ من الاعتراف بأهمية الدور الذي يقوم به العلماء المسلمون في تشكيل حزام سياسي وشعبي مؤيد للمقاومة. ونعلن الاعتذار –بشكل مسبق- لأبطال الفلوجة وللعلماء المسلمين عن أية هفوة –وهي حكماً ستكون غير مقصودة- تنال من عظمة الأولى أو من تقلل من أهمية دور جماعة العلماء وتضحياتهم.
المسار الأول: معركتا الفلوجة
نستنتج من دراسة الأستاذ رميح أن انطلاقة المقاومة بدأت في معركة الفلوجة الأولى، وهذا يعني أن المقاومة العراقية لم تصبح مؤثِّرة إلاَّ ابتداء من الأول من نيسان/ أبريل من العام 2004م. أي أن مسافة السنة الماضية لم تكن ذات بال. وإذا كان الأستاذ قد أرَّخ لإيجابياتها، فإنه قد قام بتجهيل هوية المقاومين الذين قاموا بأودها، طبعاً كان أبطال الفلوجة جزءًا منها. وهنا لم نقف عند مسألة التجهيل في الحلقة الأولى لأن الكلام جاء بصيغة التعميم الموضوعي، ولكن ما فاجأنا أن التجهيل لم يأت من حكم موضوعي بل كان مبيَّتاً (ونعتذر لعبارة التبييت) وهذا ما ظهر عندما انتقل الأستاذ من التعميم إلى التخصيص في القسم الثاني من الدراسة. وهنا أصبح من حقنا –كمتابعين لنشاط المقاومة العراقية- أن نلفت النظر إلى تلك الهفوة.
إن أنموذج المقاومة في الفلوجة هو في القلب. وهو أشد ما أثار غبطتنا، وأكثر ما جعلنا نفخر ونرفع الرأس به، لأنه تجاوز كل تقديراتنا المتفائلة. ولكن هذا الأنموذج كان حلقة أساسية في استراتيجية ولم يكن الاستراتيجية كلها. فالاستراتيجية هي حرب التحرير الشعبية أولاً، وإن أبطال الفلوجة كانوا داخل الخطة العامة ثانياً، فهم تميَّزوا بالتطبيق الخاص بهم من ضمن الاستراتيجية التي انضووا تحت لوائها منذ احتلال العراق.
وكما أن معركة (ديان بيان فو)، في فييتنام، كانت معلماً تاريخياً في الصراع الفييتنامي ضد الاحتلال الأميركي والفرنسي، إلاَّ أنها كانت جزءًا أساسياً من تاريخ المقاومة الفييتنامية. فوضعها الفييتناميون في موقعها اللائق بها في التاريخ من دون أن تسمح باختزال تاريخ المقاومة الفييتنامية بها. وهنا لا يجوز إلاَّ أن نضع أنموذج الفلوجة في موقعها اللائق بها، ولكن علينا أن لا نسمح باختزال تاريخ المقاومة العراقية بها.
المسار الثاني: لن نؤاخذ الأستاذ رميح على النقاط والفواصل التي نراها خاطئة في دراسته. وإنما سنقف عند الهفوة الأساسية، والتي لا نحسب أن الأستاذ قد قصدها، ولكن مظاهر النص قد أوحت بها. ومظاهر الإيحاء تتركز حول التصوير وكأن قيادة المقاومة، إعداداً استراتيجياً ولوجستياً، كانت معقودة اللواء لهيئة علماء المسلمين، والتي توحي بأنه لولا دورهم لما استعاد الشعب العراقي حيويته وقواه المعنوية. وهو يصور ذلك، بإشارة سريعة حول تعرض العلماء لملاحقات أو مضايقات في خلال عهد نظام حزب البعث. وكأنه يريد أن يقول بأن من يقاوم هم من تعرضوا للظلم والملاحقة.
وهنا، نرى أنفسنا ملزمين بأن نلقي ضوءًا حول العلاقة التي كانت تربط بين نظام الحزب من جهة والحركات والقوى الدينية من جهة أخرى.
كان المقياس لعلاقة حزب البعث، بقيادة الرئيس صدام حسين، مع التيارات الدينية والمذهبية هو مدى قرب مواقف تلك الحركات أو بعدها عن المقاييس الوطنية والقومية. فارتباط العراقي بمذهبه أو دينه خيار شخصي لا تعني سياسة الدولة أو فكر الحزب من قريب أو بعيد. فلكل خياراته الروحية الخاصة به. وعلى الدولة أو الحزب أن يحترم تلك الخيارات. أما ما كان خاضعاً للمحاسبة والمساءلة هو ولاء العراقي لدينه أو لمذهبه على حساب ولائه لوطنه. وعلى مقاييس تلك القاعدة أعلن الحزب بشكل علني ومكشوف أنه لا مكان لعراقي يختار الولاء السياسي لمذهبه أو دينه على حساب الولاء للعراق، بما يعني واجبه في حمايته والدفاع عنه وتحريره من الاحتلال. وقد تساوت بعض الحركات الدينية السياسية، من السنة والشيعة، في الانحياز إلى الدين أو المذهب على حساب الولاء للعراق. وهؤلاء هم –وحدهم- الذين تعرَّضوا لملاحقة السلطة. وهؤلاء هم أنفسهم، من الحركات السياسية الدينية، السنية والشيعية، قد وقعوا في مستنقع الخيانة؟
أما هيئة علماء المسلمين، يا أستاذي، (ويبلغ عددهم 2000 كما جاء في دراستك)، وهم يرشدون في (6000 جامع كما جاء في الدراسة ذاتها)، فلم يكونوا هدفاً لسلطة الحزب والدولة. والدليل على ذلك أنهم –مع المساجد التي يرشدون فيها- كانوا في داخل العراق وليس في خارجه. وكانوا ينشطون في العراق وليس في خارجه. ولم يكن أيٌّ منهم معتقلاً أو ملاحقاً. أما من كان صاحب مشروع سياسي، أي يريد أن يفصِّل النظام السياسي في العراق على مقاييس مذهبه دون النظر إلى مصلحة تعددية المذاهب والأديان في العراق، فهو وحده الذي كان يتعرَّض للمساءلة. وهل يجوز غير ذلك؟ أم أنه من الجائز أن يغني كل صاحب مذهب على إيقاع مذهبه؟ ولا شك فأنت أدرى بما ستؤول إليه حال العراق إذا فصَّله حزب البعث على مقاييس المذاهب والأديان. وهل هناك ما يؤرقنا اليوم أكثر من مخطط الاحتلال في تقسيم العراق إلى فيدراليات تناسب مصالح الطوائف؟
أما عن بيت القصيد، أي الإيحاء بأن هيئة علماء المسلمين وكأنها القائد الفعلي والمؤسس للمقاومة، فنقول:
إن في دور الهيئة ما يثلج قلوبنا، وهو الشمعة المضيئة في ليل مواقف الأنظمة الإسلامية، والحركات الإسلامية العميلة للاحتلال، والمرجعيات الدينية التي تستجيب لإرادة السلاطين في الفتوى والتوجيه. إننا نثمِّن الدور الريادي الذي تقوم به هيئة علماء المسلمين في العراق، ونحن لن ننسى التضحيات التي يقدمونها من دمهم وحريتهم وحياتهم، وهناك أشياء كثيرة مما يقومون بتقديمه. وإذا كان لا يحق لنا بأن ننكر عليهم ما يقدمونه من تضحيات فحسب، بل أن نعترف لهم بالفضل أيضاً، لكن لا يجوز –في الوقت ذاته- أن نوحي بأنهم قادة المقاومة الوحيدين.
إنطلقت المقاومة –بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي- ولم تتأخر هيئة علماء المسلمين في العراق -كما بعض الحركات الإسلامية- من الالتحاق بها. وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يتنكر له إلاَّ من باب التعصب والذاتية.
على كل حال، كان ما كتبناه هو آخر ما كان يمكن أن نوليه اهتماماً حرصاً على العطاءات الكبرى التي يقدمها العراق، تحت قيادة مقاومته الباسلة. وحرصاً منا على أن لا نخدش شعور أي مقاوم كان مهما كانت هويته الدينية والمذهبية والعرقية والسياسية والإيديولوجية. لكننا على يقين من أن كل هؤلاء في القلب والمهجة وحدقة العين. وليعذروننا على ما جاء في حوارنا مع من نحب ونحرص عليه كحرصه على المقاومة العراقية.
رد من طلعت رميح على حسن غريب
تفضل اخى الاستاذ حسن خليل غريب بالاهتمام بدراستى المنشورة على موقع مفكرة الاسلام ،حول استراتيجية المقاومة العراقية كما ارصدها واراها من بعيد بطبيعة الحال. وكان حوار الاخ غريب معى عبر شبكة البصرة -المقاومة - هو حوار متميز يصلح ان يكون نموذجا للحوار بين اصحاب الطريق الواحد والهدف الواحد ولا اقول الهدف المشترك او الطريق المشترك.
وبدا لى من خلال ما تفضل به اخى من تعليق ان الامر بحاجة الى مزيد من التوضيح، اجمله فى هذه الملاحظات :
1- اننى والحمد لله ،وفى الوقت الذى كان ينوح فيه النائحون ،ويرتبك فيه المحبون والمخلصون للامة ،وتصل فيه المؤامرة ذروتها بسقوط بغداد –كما سمى لحظتها –خرجت اخى الكريم لاكتب واوزع على نطاق واسع فى نفس اللحظة ،يوم 9 سبتمبر، ان بغداد احتلت ولم تسقط ،وانى ارى المقاومة الان تبدأ وعلى الفور ،كما انى تصديت لهيكل حين تحدث عن قصة لقاء الرئيس صدام مع مندوب العراق فى الامم المتحدة الاسبق وكان مفاده ان الرئيس صدام حسين لم يرتب للمقاومة ، ،وكتبت ردا عليه بان المقاومة العراقية لم تحدث عفويا وانما هى مقاومة مخططة ومنذ وقت طويل .
بقى هنا ان نشير اننى لم اتحدث فى الدراسة عن موعد اشتعال المقاومة لان ذلك امر معروف ،ولعل تحديدى لاستراتيجية للمقاومة وتكتيكاتها فيه الكفاية للادراك اننى ارى ان المقاومة منظمة ومن قبل .اقول ذلك توضيحا لما جاء فى ملاحظتك بان المقاومة بدات فى وقت مبكر عن ما حددته انا فى الدراسة.
2- الامر الثانى اخى الكريم اننى لم اعتبر معركة الفلوجة الاولى هى بداية المقاومة لكنى توقفت عندها فى الدراسة لانها معركة متكاملة خلال المرحلة الاولى -من مراحل الاستراتيجية الشاملة لتحرير العراق - يمكن من خلال رصد تكتيكات المقاومة واستراتيجيتها فى خوضها اعطاء دلالات واضحة لما اقصده بمميزات وطبيعة العمل المقاوم واستراتيجيته وتكتيكاته فى تلك المرحلة .
3- هنا ناتى الى الملاحظة التى اشار اليها اخى الاستاذ حسن ،الا وهى اننى جهلت فصائل المقاومة ولم احدد هوية المقاومين فى الفلوجة ولما انتقلت للتخصيص فى الجزء الثانى اشدت بدور هيئة علماء المسلمين .وهنا يبدو لى ان الامر يحتاج الى بعض التوضيح من عدة جوانب :
أ : اننى ظللت ايضا فى الجزء الثانى اتحدث عن المقاومة دون الاشارة الى اى فصيل ،وهو امر لم يات عفو الخاطر ،بل انى قصدته تماما ،حيث اننى ارصد ملامحا عامة وكذلك لاننى اخاف من التشديد على تقريظ قدرة طرف وانس الاخر ، وكذلك لاننى فضلت عدم الدخول على فكرة هوية هذا الطرف او ذاك ،بما يطيل الدراسة وربما يخل ببنائها العام ،وينحرف بها الى تفاصيل قد تتيه القارئ عن الافكار الجوهرية .
ب : اننى اخى الفاضل عندما تعرضت الى هيئة علماء المسلمين ودورها ،لم اتعرض لها كقيادة للمقاومة ولم اشير الى ذلك لا صراحة ولا تلميحا –كما تصورت ذلك واشرت اليه فى تعليقك الكريم -بل اشرت اليها باعتبارها واجهة سياسية علنية تدافع عن الخط المقاوم، واشرت الى واقع تصديها للاعلان عن موقف رافض للانتخابات ، واوضحت كيف ان تصديها العلنى لرفض الانتخابات كان عاملا مفصليا فى ارباك خطة الاحتلال وفى وضعه فى مواجهة مع حلفائه ،ولا يعنى ذلك ايضا .
ج : ولا ارى فى ذلك ما يضير احد ،او يقلل من عطاء احد ، خاصة وان الجميع يعرف حدود دور الهيئة ومحدداته ،واعتقد اخى الكريم ان من الواجب من جانبى يقتضى رصد تحرك هؤلاء الاخوة القابضين على الجمر وايضاح دورهم الذى تفضلت بالاشارة اليه انت ايضا.
ح : يبدو لى ان ما اثار هذه الملاحظة من طرفك هو حديثى عن ان الهيئة لم تكن موجودة من قبل ،او ان الحركة الاسلامية فى وسط العراق لم يكن لها تمثبل سياسى بينما الشيعة المذهبيين والاكراد اتاحت لهم ظروف الحصار الجوى تشكيل هيئات ومنظمات لهم ،فلما اشدت بالهيئة فقد تصور اخى اننى احاول الاشارة الى ان من يقاومون الان هم من تعرضوا للاضطهاد – كما اشار بوضوح الى ذلك -وذلك امر لا يخطر ببالى استنتاجه ،خاصة واننى اخى صاحب المقولة فى يوم قرار حل الجيش العراقى وحزب البعث ،ان قوات الاحتلال حاولت ضرب اهم قوتين فى المقاومة القادمة بضربة استباقية ،لكنها بذلك قصرت الطريق على تلك القوتين للانتقال فورا وبزخم اعلى الى المقاومة ،وهذا ما ينقلنى الى الامر الثلث فى الملاحظات .
3- والملاحظة الثالثة اخى اننى شددت على ان جوهر النجاح للمقاومة فى المرحلة الثانية الراهنة من مراحل استراتيجية تحرير العراق ،يتوقف على قدرتها على توحيد صفوفها وتوسيع مجالات تعاونها لكى تتمكن من تاسيس اشكال اوسع من التنظيم السياسى والجماهيرى والعسكرى والدعائى .
وهنا اخى يبدو لى ان الشرط الاول لنجاح ذلك هو ان يكون هناك حوار جدى واستفادة من التجربة التاريخية لحزب البعث فى الحكم ،وبشكل خاص فى مجال الاهتمام بالتنظيمات والتجمعات الشعبية الاخرى .
وانى اشدد اخى الكريم على ان الاهتمام فى المرحلة السابقة من الحكم بالتنظيمات ذات الطابع الشعبى الاسلامى لم يكن على المستوى المطلوب لمواجهة التحديات ،وان الحركة الاسلامية لم تحصل على شرعية عملها فى العراق ،واذا كنت انا ، قد اشرت فى دراستى الى عدد علماء الهيئة ودورها وامتداد مساحة سيطرتها على المساجد ،فذلك شىء واعطاء الهيئة دور سياسيى خلال مرحلة ما قبل الاحتلال ،باعتبار ان الدين ليس منبت الصلة بالحياة بكافة مجالاتها شىء اخر .
وفى كل الاحوال فان الحوار الاساسى هو حول استراتيجية المقاومة العراقية ،التى انحنى لها اجلالا وتقديرا واكرر فى هذه المناسبة ما قلته وسمعه وشاهده الناس على قناة الجزيرة، من انه شرف لمثقف مثلى ان يقبل حذاء مقاوم ومجاهد عراقى .
ولك وللاخوة فى موقع البصرة كل الاحترام والتقدير
طلعت رميح السبت 27 ذي القعدة 1425 / 8 كانون الثاني 2005
-->

ليست هناك تعليقات: