السبت، فبراير 27، 2010

هل هناك مقاومة للاحتلال تفتت الوطن؟

-->
هل هناك مقاومة للاحتلال تفتت الوطن؟
أُرسل إلى جريدة السفير ردَّاً على مقال للدكتور محمد علي مقلد، بتاريخ 28/ 4/ 2004م، لكنها لم تنشره.
كتب محمد علي مقلد في جريدة السفير، بتاريخ 23 نيسان 2004م، وفي العدد 9776، مقالاً تحت عنوان »مقاومة لتفتيت الوطن«. ومن أهم ما جاء فيه:
يصفعك العنوان من دون تردد، ويتبادر إلى الذهن، فوراً، مقولة الراحل بيار الجميل الذي كان يحسن التمييز بين »مقاومة شريفة«، و»مقاومة غير شريفة«. كما أن بعض الأوساط اليسارية، اليوم، راحت تعزف على وتر مشابه، وتعمل على التمييز بين مقاومة تقدمية ومقاومة لا تقدمية، مقاومة ديموقراطية ومقاومة ديكتاتورية. وهم يريدون أولاً ليحددوا مواقفهم من المقاومة العراقية- أن يعرفوا من يقاتل؟ وكيف يقاتل؟ وضد من يقاتل؟ وانتظاراً لأجوبة تروق مزاجهم فعلى المقاومة العراقية أن توقف زحفها انتظاراً لحصول هؤلاء وأولئك على أجوبة قد لا يحصلون عليها ويكون الأميركي قد ابتلع كل شيء وعلى رأسهم التقدميون واليساريون الذين يبحثون عن جنس الملائكة على حساب الفلوجة والنجف وبغداد وكربلاء. وأخيراً يطلع علينا الدكتور مقلد بتمييز فريد من نوعه »مقاومة تفتت الوطن« و »مقاومة توحد الوطن«.
نربأ بالدكتور مقلد أن يكون في داخل تلك الاحتمالات ويعزف على وترهم، وهو الذي يعتز بدور الحزب الشيوعي في المقاومة الوطنية اللبنانية، وهو الذي كان يرفض تصنيف المقاومة بين مقاومة للتفتيت ومقاومة للتوحيد. و هو على الرغم من تعدد ألوان المقاومة اللبنانية وأطيافها في وقتها- لم يكن يدعو المقاومة اللبنانية أن توقف أعمالها حتى يتم الاتفاق بين اللبنانيين على نوع النظام السياسي أو جنسه. فكانت الأولوية لطرد العدو، وفي الوقت ذاته كان الحوار يدور حول جنس النظام السياسي ونوعه لكن على أساس أن لا يحول الحوار حول تلك المسألة دون المقاومة ومتابعة نضالها.
لا نحسب أن الدكتور مقلد يريد أن يعود بنا إلى ما قبل العام 1968، وهو التاريخ الذي نقد فيه الحزب الشيوعي نفسه ورفض فيه مقولة »المقاومة عمل مغامر«، ومنذ تلك اللحظة انخرط الحزب الشيوعي بكفاءة يُشكر عليها، عندما أسهم في احتضان المقاومة الفلسطينية وراح يسهم جنباً إلى جنب الأحزاب الوطنية اللبنانية- في التأسيس لبُنى في المقاومة لها خصوصيات وطنية لبنانية.
قبل كل شيء نرى أن لا يعيد الدكتور مقلد عقارب الساعة النضالية الشعبية إلى الوراء. أي إلى ما وراء المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي اللبناني. وأن لا يكون عزفه مؤيداً لبعض تيارات الشيوعيين العراقيين الذين يقفوا في صف الاحتلال، وفي الصف المعادي والمقاوم للمقاومة الوطنية العراقية.
ومن تلك النقطة نبدأ بمناقشة أطروحاته في المقال المنشور في السفير المشار إليه أعلاه.
أما بداية فكنا نتمنى عليه أن يخرج أيضاَ من عقدة التعصب الإيديولوجي وهو من أنصار الخروج منها ومن مؤيديها -على الأقل كما يشير إلى ذلك في مقاله- وبدون الخروج من النفقين: العودة إلى ما قبل المؤتمر الوطني الثاني للحزب الشيوعي اللبناني، والتعصب الإيديولوجي، لا يمكننا أن نتابع الحوار.
إن مقاومة الاحتلال حتى تحرير الأرض تماماً لا يخضع إلاَّ إلى تقييم واحد هو أن مقاومة الاحتلال بغض النظر عن لونها وجنسها وطعمها ورائحتها- هو عمل أساسي في التوحيد الوطني. وبدون التحرير لا يمكننا الكلام عن الوحدة والتوحيد. حرِّر الأرض أولاً، ثم انتقل إلى الكلام حول جنس النظام ولونه ورائحته، لأنه لا لون لأي نظام سياسي بدون التحرير إلاَّ لون الاحتلال ذاته وطعمه ورائحته لكن هذا لا يعني على الإطلاق- أن نجمِّد البحث عن تحديد رؤية مستقبلية لنظام ما بعد التحرير، ولكنها إذا ما استهلكت الوقت في الجدل حولها- تصبح عاملاً معيقاً للمقاومة المسلَّحة. أما القاعدة الأساسية التي لا يمكن إغفالها هو أن تحديد نظام ما بعد التحرير هو حق ديموقراطي لكل من أسهم فيه.
ومن الخندق النضالي الواحد، خندق المقاومة في لبنان، لنا عتب على الدكتور مقلد، من أنه لم يستفد من دروس التجربة النضالية الخالية من الرؤى الفئوية ذات الأبعاد الإيديولوجية المغرقة في شوفينيتها. وهو من دعاة رفض الشوفينية. هذا مع العلم أن الشوفينية الإيديولوجية لا ترى الآخر إلاَّ من خلال منظارها، فالشوفينية هي تعصب فكري وسياسي على شتى المستويات، وهل هناك من شوفينية أكثر خطورة من أن تنسخ كل إيجابيات الآخر؟ وهل هناك أكثر شوفينية من الذي يفرض عليك أن تأخذ بوجهة نظره و إلاَّ فأنت لست ديموقراطياً؟. لذا ندعوه إلى العمل معاً إلى محاربة تلك الشوفينية (ونقصد منها تلك التي تراكمت عبر أجيال كانت فيها تيارات الحركة العربية الثورية تتنافس على مواقع قيادتها وليس على أحقية قضاياها) كمدخل أساسي وضروري لأية دعوة توحيدية. ومن دونها نكون كمن ينفخ في نار التفرقة والتشتيت.
ليست الأسباب التي دعت مقلد إلى وصف المقاومة العراقية كما نشتم بوضوح من أسبابه التي يضمنها مقاله- إلاَّ عائد إلى جملة من الأغراض الفئوية التي تنبع من أغراض تعصبية، والدلائل على ذلك هو أنه يجعل من البعث كبش المحرقة الدائم والمسؤول الأول عن هزائم الأمة، وهو الذي يطالب فيه مقلد بتحصيل حق »جيل الهزائم المتلاحقة« من حزب البعث. وحول ذلك جاءت التعبيرات الواضحة أو التي توحي بما يخبِّئ وراءه. وهنا نتوجَّه إلى الصديق مقلد أن يعود إلى دروس الماضي القاسية التي كانت فيها الخصومات بين التقدميين أكثر إيلاماً من خصوماتهم مع أنظمة »العشيرة والعائلة والقبيلة«.
ولأن المقاومة العراقية (التي مؤسسها وقائدها حزب البعث) هي المقصودة بالعنوان، ولأن الهتَّافين هم من قابضي »الدنانير العراقية البخسة الثمن«، ولأن تحميل مسؤولية »التجربة القومية المرة« في العراق، لحزب البعث، ولأن التضحيات هي من أجل »الوحدة والحرية والاشتراكية« كشعارات خاصة بالحزب، فهي شعاراته، نقرأ المكتوب من عنوانه.
ومن خلال متابعة تسلسل الأغراض في مقاله نراه يحقق الإصابة في بعض الثوابت ويخطئ في إصابة النتائج وكأن الثوابت مجرد »موديلات« نظرية نغلِّف فيها أخطاء النتائج لنبرز وكأن النتائج صحيحة لمجرد أنها مبنية على ثوابت مبدأية صحيحة.
يربط مقلد، أولاً، بين ما حصل من مجازر في نيسان من العام 2004م، والاعتراضات الشيعية على الدستور العراقي الذي وضعته إدارة الاحتلال الأميركي في العراق. كما أنه وضع مجلس الحكم مع »أهل الحل والربط«، وكأنه يعترف له ولأعضائه بشرعية تمثيلهم للعراقيين.
يؤكِّد، ثانياً، على ثوابت أربعة، وهي: »مقاومة الاحتلال تدور بين مناضلين ومحتلين«، و»اتفاق الأمة حول العداء للولايات المتحدة الأميركية« على شتى النعوت التي تصفها. ويؤكد، ثالثاً، على أن الحرب الأميركية على العراق لم تكن من أجل الذرائع المعلنة، بل من أجل النفط. ويؤكد، رابعاً، على حالة الفرز بين مؤيدي المشروع الأميركي في العالم ومن هم ضده.
ويبدأ مقلد، بعد تعداد تلك الثوابت الموضوعية، وبشكل مفاجئ، وبدون إنذار إلى شتم الشعب العربي والإسلامي، الذي لم يتحرك من أجل مواجهة ذلك المشروع إلاَّ على وقع موسيقى »الدنانير العراقية البخسة الثمن دُسَّت في جيوب القادة والهتَّافين«.
متعففاً من أن تملأ الدنانير جيوب القادة لأنه أحرص من غيره على سلوك السبيل النضالي بأخلاقية!! لكنه لا يخرج عن كونه ظالماً لأنه تتوه به سُبُل التعصبية الإيديولوجية إلى منزلقات عشوائية، وكأن ضمير الشارع العربي الذي خرج رافضاً الاحتلال ومؤيداً المقاومة العراقية أو الفلسطينية حفنة من المنتفعين. أما الذين لم يخرجوا إلى الشارع فهم المناضلون الذين يأنفون رائحة الدنانير، وهو يعرف أكثر من غيره أن رائحة »الدولارات تزكم الأنوف«.
على الرغم من ذلك يتابع قائلاً- ارتكبت قيادة قوات الاحتلال في العراق مجازر فظيعة، ورأى مقلد أن التنديد لا يكفي، ووضع بديلاً عنه »مواجهة القهر الأميركي«، مستتبعاً الحل بسؤال مشروع: »ولكن كيف نواجه؟ وبمن نواجه؟ وبماذا نواجه؟« واعتبر أن الأمة عجزت عن الإجابة عن تلك الأسئلة، فراح هو يعمل جاهداً ليعطي الأجوبة المناسبة.
لا يعطينا مقلد جواباً على الأسئلة التي طرحها، بل غرق في متاهات كثيرة وحاول أن يغرقنا فيها، وتلك المتاهات ذات علاقة بمجاهل التاريخ، السياسي منه والديني العام والمذهبي الخاص. كما أعلن أنه لا يعجبه العجب حتى الأممية غير الدينية التي ينتسب هو نفسه إيديولوجياً إلى ناديها. كمٌّ هائل من الإشكاليات التي تغري بالبحث عنها، وهي جديرة بالبحث. ولكن ما علاقتها بمقاومة تخوض صراعاً لا يحتمل التأجيل لحظة واحدة؟
ونطق باسم كل الاتجاهات والحركات الوطنية وحمَّلهم بمكياله الديموقراطي- ما لا يريدون أن يحملوه، ولكي يتأكد من خطأ حكمه عليه أن يتابع المواقف الحقيقية لمن سماهم في مقاله (بعثيون وشيوعيون وإسلاميون وسواهم)، الذين كما أعطى مقلد حكماً نهائياً- بأنهم يفضِّلون الاحتلال على »التجربة القومية المرة« في العراق التي سبقت الاحتلال. وكنا نتمنى أن يعود إلى بيانات تلك الفصائل التي تسهم في القتال فعلاً، ومنهم عدد كبير من الشيوعيين العراقيين، ليرى أن مواقفهم الحقيقية لا علاقة لها بما نسبه إليهم الصديق مقلَّد.
وراح من جانب آخر- يندب حظ »جيل الهزائم المتكررة« ويطالب بحقهم في أن يعرفوا أين ذهبت تضحياتهم من أجل »الوحدة والحرية والاشتراكية والأممية«.
لو تابعت أيها الصديق غازلاً آراءك على منوال ثوابتك التي حددتها في بداية المقال لكنت قد أعفيت نفسك من مشقة الأسئلة التي طرحتها، وأعفيت الآخرين ممن هم ليسوا أنت- من سلسلة الأجوبة التي حاولت أن تقنعنا بها، ولم تكن إلاَّ عبارة عن أسئلة أخرى، بدلاً من أن تجعل الرؤية أمامنا أكثر وضوحاً فإذا بك تجعلها أكثر تعتيماً. لكن ما ظلَّ واضحاً أمامنا ليس أكثر من العنوان الذي توجت مقالك به وهو »مقاومة لتفتيت الوطن«.
فإذا كان الحرص على المقاومة العراقية صحيحاً وخالٍ عن الغرض والوطر، على قاعدة أن تكون المقاومة مسلَّحة ب»الوحدة الوطنية والدولة الحديثة« فنحيل مقلد إلى أن يبذل القليل من الجهد في متابعة الأمور مع قليل من القراءة فإنه سيجد أجوبة على كل تساؤلاته. وكان من الممكن أن يكفي نفسه من وضع الكثير من العناوين التي تغلِّب الشك على اليقين. من دون أن يعطي بديلاً يقينياً واحداً، ومن دون أن يخرج من آليات »الندب« التقليدية التي وسمت البنى المعرفية الفكرية والسياسية لشتى تيارات حركة التحرر الوحدوية.
كان الأجدر بمثقف من وزن محمد مقلد أن لا يضيف إلى تعقيدات وعقد الثقافة الشعبية العربية رقماً جديداً، بل كان الأجدر به أن يسهم في استخلاص دروس من نضالات الحركة العربية الثورية، وبشكل خاص »فكر المقاومة الشعبية المسلَّحة«، تلك التي أثبتت جدارتها وأعطت نتائج باهرة في صراعها مع الصهيونية والاستعمار. وهو أدرى من غيره من هم آباء الفكر المقاوم وأبنائه.
كان الأجدر به أن يستخلص دروساً وعبراً من تجربة المقاومة العراقية، تأصيلاً في تاريخية إعدادها وجذورها الفكرية، ومدى علاقتها بين النظامي والثوري. تلك العلاقة التي أثبتت أن حزب البعث في العراق لم يكن حزباً في السلطة ينضاف إلى منظومة الأنظمة العربية التقليدية، بل هو الحزب الذي استفاد من وجوده في السلطة للإعداد للثورة الشعبية التي نقرأ نتائجها الآن (والتي لا يريد أن يعترف بها، على الرغم من أن المشروع الأمبريالي يكتوي اليوم بنارها الحارقة، وعليه أن يقرأها في وجه بوش وبلير وشارون).
وكأنه تناسى التداعيات الاستراتيجية لتأثير المقاومة العراقية على المشروع الأمبريالي فراح يختزلها بمظاهر جداً سطحية. وكان أجدر بمقلد أن لا يقف عند تلك المظاهر التي يسقط فيها مدنيون عراقيون مستسلماً لأكاذيب الإعلام الأميركي- في التحريض ضد المقاومة لأغراض لا تخفى على نباهة الكاتب مقلد وقارئه. بل كان يمكنه أن يرى تلك الصورة من خلال ما قاله أحد رجال الدين العراقيين: تستطيعون أن تفتشوا عن أسباب سقوط الضحايا المدنيين من العراقيين عند كل من يخطر على بالكم باستثناء المقاومة العراقية.
ولو بذل مقلد جهداً بسيطاً لعرف أن للمقاومة العراقية منهاجاً استراتيجياً من أهم مبادئه الوحدة الوطنية وللحصول على نسخة عن المنهج نحيله إلى 9/ 9/ 2003م، تاريخ صدوره، (وقد نشرته جريدة المجد الأردنية كاملاً). وأن للمقاومة »مجلساً وطنياً« ينسِّق النضالات العسكرية، والمواقف السياسية لمجموعات واسعة من التنظيمات السياسية والعسكرية العراقية (لقد نشرت جريدة القدس العربي نصه الحرفي بتاريخ 1/ 4/ 2004م). وهو لا يدري أن هناك قطاعاً واسعاً من التيارات الوطنية العراقية ومنها الديموقراطية لا ترى في المقاومة العراقية إلاَّ العمود الفقري الأول بدون منازع- المعقودة على نواصيها رايات النصر (ونعدد له تلك التجمعات، ومنها: التحالف الوطني العراقي الذي يضم بعثيين سابقين وناصريين وشيوعيين وقوى قومية وتقدمية. وتنظيم الكادر الذي انفصل عن قيادته وأدان قيادة الحزب الشيوعي العراقي لتعاونها مع المخابرات الأميركية ومشاركته في مجلس الحكم. ).
ولو بذل جهداً بسيطاً، بعيداً عن الغرض والهوى، لعرف أن النظام السابق في العراق قد بنى الدولة المدنية الحديثة (حبيبة قلب الكاتب)، التي هي النقيض ل»دولة القبيلة والعشيرة والعائلة«، ولولا ذلك لما وضع المشروع الأميركي النظام في العراق في أولويات أهدافه. ولولا ذلك لما وجد من أكثر الأنظمة العربية عداءً ومشاركة للمشروع الأميركي في إسقاطه. أو لم يخطر على بال مقلد ما يعنيه القرار الاستراتيجي الأميركي المعنون ب»باجتثاث حزب البعث من المجتمع العراقي«، طبعاً اجتثاث فلسفته من العراق، وتالياً من الساحة العربية كلها؟
وكأن مقلد لم يقرأ تاريخية الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، إذ كان هم الاستعمار ليس إسقاط الاتحاد السوفياتي بقدر ما كان همه إسقاط الفكر الاشتراكي، ولأجل ذلك الهدف صوِّر الشيوعية بعبعاً وشيطاناً وهدفاً. وهو اليوم بعد إسقاط الاتحاد السوفياتي- وإضعاف الحركة الشيوعية، انتقل إلى إضعاف حركة الثورة العربية ممثلة بأهم أحزابها الذي كان حاكماً في العراق- إن لم يكن باجتثاثها.
ليست المقاومة العراقية وليدة ساعتها، وليست المجازر الأميركية رداً على اعتراض الشيعة على القانون المؤقت، بل جاءت رداً على ما ظهر من بوادر تؤشر على توسيع رقعة المقاومة المسلحة في الجنوب العراقي. وهذا ما يعده الاحتلال من أخطر البوادر والظواهر.
كن مطمئناً يا عزيزي على صحة منطلقات المقاومة العراقية وعلى برنامجها السياسي الوطني التوحيدي، وكن مطمئناً إلى أن أهدافها كانت ولا تزال بناء دولة مدنية تعترف بحرية الانتماء والممارسة الدينية على أن لا تكون مهماتها دينية.
وكن مطمئناً إلى أن المقاومة ليست لتفتيت الوطن، بل هي الدعوات التي تشكك بها هي ما يقود إلى تفتيته.
وكن مطمئناً إلى أن الدنانير العراقية ليست هي أهداف من يهتفون للمقاومة العراقية بل هي الأصالة في الدفاع عن الشرف الوطني والقومي، وعن السيادة الوطنية والقومية. وعلى كل الذين يغلِّفون أغراضهم باتهامات مادية من هنا أو هناك هم من الذين على الرغم من مظاهر حرصهم على المقاومة- أن لا يركبوا موجة الإعلام المعادي، أميركي وصهيوني وأصحاب أغراض إيديولوجية، وأن يعالجوا الأمور والقضايا من جوانبها الشريفة لأنه ليس للمقاومة أرصدة توزعها على هذا أو ذاك، فالمقاومة عليها أن لا تترك مناضليها نهباُ لحاجة تسليحية أو إعالة عائلات مناضليها. وأخرجوا من شيطان الهواجس أو الادعاءات الكثيرة والمتفرعة. وعلى كل الحريصين على المقاومة إذا كان حرصهم صادقاً أن لا يتناولوا كل صوت مؤيد لها أنه صاحب غرض ولا وطر.
-->

ليست هناك تعليقات: