--> -->
رد على علاء اللامي لم يكتمل
25/ 9/ 2005
لماذا جاء الرد منقوصاً على علاء اللامي؟
كنت قد قرأت البيان المنسوب للمقاومة العراقية المؤرخ في 5/ 9/ 2005. فلم يكن انطباعي عنه إلاَّ أنه بيان موجَّه للتشكيك في هوية المقاومة العراقية. وكان بما يحويه من مغالطات، وحتى من معلومات، لا يخرج عن تصنيفه العملي في دائرة ما يُحاك حولها من العديد من وسائل التآمر، خاصة بعد أن أثبتت المقاومة العراقية كفاءتها كما أثبتت أنها ليست بنت ساعتها هذا بالإضافة إلى استحالة أن يكون أي طرف، غير حزب البعث، هو الذي فجَّرها وقادها منذ البداية. لكن كل ذلك لا ينفي حقيقة أن أكثر من طرف انخرط في صف المقاومة العسكرية، سواءٌ منهم الذين يلتقون مع الحزب بشكل أو بآخر، أم من الذين لا يلتقون معه بأكثر من هدف التحرير.
فوجدت أن البيان لا يستأهل عناء الرد لولا أن قرأت نقداً لعلاء اللامي، الكاتب العراقي الذي يقطن في أحد الدول الغربية، واستخدم البيان وثيقة تاريخية ومفصلية في تاريخ المقاومة العراقية. ولأن البيان يحك له على مصدر إثارته وأغراضه الإيديولوجية وجَّه نقداً لحزب البعث في ست حلقات مستغلاً ما جاء في ذلك البيان.
وحتى ولو توصلنا من قراءتنا للهجاء الذي مارسه اللامي لحزب البعث إلى أنه لا يستأهل الرد، فهو يكرر اسطوانته المشروخة التي لم تأتنا بجديد من الأفكار التي وضعها اللامي مرة واحدة وكل ما جاء من بعدها كان ترداداً ببغاوياً. كان لا بدَّ من أن نشير إلى هجائه برد لن يكون كاملاً، فكل أفكاره التي أراد أن يتحفنا بها سابقاً قمنا برد مفصل عليها في وقت سابق.
أفلست مخيلة علاء اللامي من العثور على أية حقيقة يلصقها بالبعث فراح يستجير بما يجده على مواقع الأنترنت مما يعمل على إمداد خياله الحاقد على البعث. ومن جملة ما اخترع، وما أطلق عليه «وثيقة خطيرة»، ليست أكثر من بيان منسوب إلى ضابطين سابقين في تشكيلات الجيش العراقي السابق.
بداية نقول منطلقين من واقع حال وسائل الإعلام التي تخدم أحياناً، بحسن نية، استراتيجية المخابرات الأميركية، أنه ليس من الصعوبة أن ينسب أي كان بياناً إلى أي كان، وبالإسم الذي يريد، ويعتبره وثيقة يحاسب الآخرين عليها.
مما يلفت النظر شكلية الرد الذي قام به علاء اللامي على ما اعتبره وثيقة صادرة عن المقاومة تحت عنوان « بيان إلى شعبنا العراقي وإلى العرب والمسلمين كافة من أفواج المقاتلين في الجيش العراقي المنضوين تحت لواء فصائل المقاومة الجهادية حول الأكاذيب التي تدعي قيادة حزب البعث للمقاومة العراقية».
في شكلية ردنا على علاء اللامي، نقول:
بلغت عدد كلمات البيان المذكور 7630 كلمة، بينما بلغ عدد الكلمات التي نقلها علاء اللامي عن البيان، بين مزدوجين أي نقلاً حرفياً، 6376 كلمة في رده الموزَّع على خمس حلقات أما ما لم ينقله فليس بذي قيمة فعلية لأنه مجرد وصلات كلامية بين الفقرة التي ينقلها والأخرى وبلغ حجمها 1254 كلمة فيكون مجموع ما جعلنا اللامي مرغمين على قراءته حجم خمس حلقات بعدد من الكلمات يبلغ 7630 كلمة. أي أن الحلقات الخمس كان المقصود منها نقل نص البيان حرفياً لمن لم يطلع عليه بينما كان يستطيع أن ينشر مع رده النص الحرفي للبيان ليساعد القارئ على تتبع نقده أو ردِّه أو ردحه أو هجائه، ويكتفي بالحلقة الأخيرة من رده التي يبلغ عدد كلماتها 2256 كلمة. فماذا تعني تلك الشكلية؟
هل يريد الكاتب علاء اللامي أن يُكثر عدد صفحات الهجاء؟
يريد اللامي كما أحسب تعميم الوثيقة كما لو أنه هو الذي أسهم في كتابتها ليوحي أن نقده أو رده أو تحليله للوثيقة يستند إلى قواعد موضوعية. فهو بذلك أشبه بمن يضخ كذبة ليبني عليها افتراءاته.
ما جاء في الوثيقة المزعومة من معلومات، حتى ولو تضمنت بعض الأسماء، لا يخفى على المتابع الغرض منها. وهل تخفى أسماء عن أجهزة المخابرات كتلك التي ترأست أجهزة في الحزب أو الدولة؟ فالوثيقة المزعومة لم تأت بشيء مثير يسيل له لعاب الكاتب علاء اللامي فيستخدمها عنصراً أساسياً يثبت فيه صحتها.
فعن أن يكون «جيش محمد» هو العنوان المقاوم الذي عمل البعثيون على أساسه فهذا ما تدحضه البيانات الأولى التي صدرت عن «قيادة المقاومة والتحرير». ففي 22/ 4/ 2003، أعلنت بيانها الأول. وتضم –حسب بياناتها- الجيش العراقي والحرس الجمهوري وفدائيي صدام وحزب البعث. ومن خلال مراجعة البيان الصادر بتاريخ 7/ 6/ 2003، الذي سبق لقاء «الدور»، أو جاء بعدها مباشرة، يتبيَّن أن الأسماء التي وردت فيه هي التالية: أفراد سابقون في الجيش وقوات الحرس الجمهوري العراقي، ونشطاء من كتائب التحرير والفاروق ومجاميع الحسين وحزب البعث. وقد سبقته بيانات أخرى تشير إلى مشاركة تلك المسميات المنخرطة تحت قيادة «المقاومة والتحرير». ومن خلال تتبعنا للبيانات التي صدرت بأسماء تنظيمات مشاركة في المقاومة لم نحصل على ما يشير إلى تنظيم اسمه «جيش محمد» ، على الأقل، طوال العام 2003م. وهذا ما يُكذِّب ما جاء في البيان «أما البعث فلم يكن يمثله إلا جيش محمد الذي أسسه الرئيس صدام حسين بعد الاجتماع الذي عقد في مدينة الرمادي».
يريد البيان الذي يستجيب تماماً لأغراض علاء اللامي أن يقوم بـ«اجتثاث حزب البعث» بل ويستأصل شأفته، وكأنَّ مرحلة أكثر من سنتين من النضال الشرس ضد قوات الاحتلال، وفيها صدرت عن قيادة القطر العراقي للحزب ما يتجاوز مئة من البيانات، كما صدرت عن «قيادة المقاومة والتحرير» أمثالها أصبحت بلا معنى. وكأنَّ «المنهج السياسي الاستراتيجي» الذي أصدرته قيادة الحزب في العراق، بينما كان الرئيس صدام حسين لا يزال طليقاً، كأنه مزوَّر ولا يستأهل التفاتة واحدة منه. وكأن كل ما صدر عن حزب البعث في العراق لم يلفت نظر الرئيس، ولم يدفعه إلى أدنى إشارة يؤنب فيها من أصدر كل تلك البيانات ويلفت نظر أية جهة منهم، وتوجيه تعميم يطلب فيه منهم أن يصدروا بياناتهم باسم «جيش محمد».
أمِنَ المعقول أن يكظم الرئيس الغيظ على من خان الأمانة لكي يأتي بيان وقَّعه ضابطان مجهولان وكأنه ينطق باسم الأمين العام لحزب البعث ويصدر حكمه على البعثيين قائلاً: «وقد نأى الرئيس صدام عن جميع الرهط السابق المتخاذل الذي كان يحيط به من قياديين مدنيين وعسكريين لأن الأمور انكشفت تماماً». ومن هو الذي ينقل عن لسان أمين عام حزب البعث؟ أيمكن أن تقبل شهادة من هو موتور ضد البعث؟ وهنا لا بدَّ من القول إنه لا يجوز أن تضع الذين رحلوا إلى ربهم، أو من هم ليس باستطاعتهم أن يردوا لأسباب قاهرة، كمثل حالات الاعتقال أو الأسر، شهوداً. فبغيابهم يمكن لأي كان أن يكذب ويكذب لأنه لن يتعرَّض إلى رد أو توضيح من الميت أو المأسور.
كما لم يلفت نظر الضابطين المفتعليْن أن البيان الأول الصادر بتاريخ 22/ 4/ 2003 عن «قيادة المقاومة والتحرير» إضافة إلى البيانات الأخرى التي صدرت قبل اجتماع الرمادي وبعده، قد بشَّر بوجود الرئيس حياً وأعلن أنه سيوجِّه رسالة إلى الشعب العراقي. ألم يجد الرئيس فرصة لكي يحذِّر «قيادة المقاومة والتحرير» و«قيادة البعث» من أنهم يُغفلون الإشارة إلى تنظيم «جيش محمد»؟؟!!
بنى على البيان المذكور، «الوثيقة الخطيرة» بتعبير اللامي، قصراً كبيراً من أوهامه عندما بالغ في أهميته قائلاً عنه: «هذا البيان شديد الأهمية والخطورة إلى درجة يمكن معها اعتباره يمثل نهاية مرحلة وبداية أخرى من تجربة المقاومة العراقية».
لأنه يقشعر بدنه أن يُنسب عمل جهادي أو نضالي إلى حزب البعث الذي كرهه منذ سنوات طويلة، يريد اللامي أن يسرق كل عمل نضالي يصدر عن الحزب. لذلك التقط اللامي ذلك البيان «الوثيقة الخطيرة»!!!، التي تمثِّل « نهاية مرحلة وبداية أخرى من تجربة المقاومة العراقية»، وقد تسوقنا الظنون إلى أنه قد يكون مشاركاً في صياغتها من أجل أن يستخدمها كسيف لدون كيشوت يصارع بواسطته طواحين الهواء. ومن أجل ذلك سوف نقرأ الحلقة الأخيرة من مقاله لنرى ماذا يريد؟
علماً أن الحلقات الخمس الأولى هي تكرار نصي لما جاء في البيان / الوثيقة الخطيرة؟! فلم يأت من مجموع كلمات بلغت 6376 كلمة مجموع كلمات حلقات مقالته الخمس، أكثر من أنه أعطاها العناوين التالية:
الأولى: خفايا تأسيس المقاومة وانهيار البعث
الثانية: البعثيون الكبار بين ناهب أموال و مستسلم للمحتلين !
الثالثة: عزة الدوري وفدائيو صدام وجيش القدس ماتوا !
الرابعة: فضائح أخرى وصدام مجرد أسير!
الخامسة: تهديدات وتحذيرات لبعثيي الخارج وغيرهم
السادسة: الجزء الأخير: قراءة في أخطر وثيقة للمقاومة العراقية تحليل نقدي وتقييم شامل.
بعد أن قرأنا في حلقته السادسة ما لم يتعب كثيراً علاء اللامي في كتابته لأنه كما أسلفنا يمتلك إسطوانة مشروخة يردد في أي مقالة يهجو فيها البعث الأفكار ذاتها حتى أصبحت مهترئة ومبتذلة. وكل ما نريد أن نتوجّه به إليه هو أن «قافلة حزب البعث في المقاومة العراقية تسير.....و ......».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق