السبت، فبراير 27، 2010

خذوا مالكم السياسي واتركونا

-->
خذوا مالكم السياسي
واتركونا نأكل من خيرات أمتنا
ودعونا نتنفَّس ثقافة نكهتها عربية
25/ 1/ 2007
يتبارى غربيون وشرقيون على غزو أمتنا طمعاً بخيراتها، ويزعمون بأنهم يصدرون إليها الحضارة المادية والروحية.
جعلوها فقيرة واستغلوا فقر البعض، بالمال أو بالكرامة، وكلَّفوا السماسرة بشراء الذمم بواسطة ما يحسبونها مساعدات تحمل مظاهر الإنسانية، وبواطنها الطمع والجشع والأغراض الدنيئة.
جعلوها أمة جاهلة بالروح، وكلَّفوا السماسرة بشراء الأنفس بواسطة ما يحسبون أنها وصفات لخلاصها في الآخرة، تحمل مظاهر الأخلاق، وبواطنها القتل والظلم.
وقد صحَّ القول فيهم: إنهم يقودون أمتنا، وأبناء أمتنا، إلى ما يحسبونه جنة في الدنيا والآخرة، مغلولين بأصفاد السماسرة والتجار ولصوص الهياكل المادية والروحية.
ماذا أقول لهم، وقد بلغ بي القرف حداً لا يمكن السكوت عنه، أو الكلام بهدوء وحكمة؟
وماذا عساي أن أقوله في لحظة القرف تلك، غير أن أقول:
خذوا مالكم، سواءٌ أكان حلالاً أم كان حراماً، ودعونا نعيش على طريقتنا من دون ارتهان لهذا أو لذاك.
خذوا نظرياتكم وثقافاتكم، سواءٌ أكانت تلك التي تغدق علينا وعود خلاص أرواحنا بالآخرة، أم كانت تلك التي تغدق علينا وعود خلاص أجسادنا في الدنيا.
خذوا هواءكم الذي تتصدقون به علينا، ولكل منكم نكهة لهوائه، فنحن نرفض أي هواء لا تكون نكهته عربية، كما نرفض أن تكون نكهة هوائنا مستوردة، سواءٌ أكانت نكهتها أميركية أم كانت أعجمية.
لقد سبقناكم منذ آلاف السنين بدعوات خلاص الأنفس في الآخرة، وسبقناكم منذ آلاف السنين بصياغة نظريات خلاص الأجساد في الدنيا.
لقد علمناكم أصول الحضارة، فتسابقتم على كراسي «الأستذة». والأغرب من كل ذلك، أصبحنا نحن التلامذة، وأنتم المعلمين.
لقد علمناكم أصول احترام الروح، كمتمم للجسد، فلاحقتمونا بتصدير الغيبيات.
لقد سبقناكم إلى التبشير بولادة السيد المسيح، ونشرنا تعاليم العدالة والسلام، فرحتم تبشرون بمسيح آخر سيأتي، لينشر الخير ويقضي على الشر، فملأتم الدنيا ظلماً وشراً.
لقد سبقناكم إلى التبشير بولادة النبي محمد، ونشرنا تعاليم وحدة الشعوب، فرحتم تبشرون بمحمد آخر سيأتي لينشر الخير والعدل ويقضي على الظلم، فملأتم الدنيا ظلماً وظلاماً.
فيا أساتذة العالم، من شرق أتوا أم من غرب، نصرخ بملء أصواتنا: نرفض أن تكونوا أنتم المعلمين وأن نكون نحن التلامذة. نرفض أن نتعلَّم منكم، هذا هو خيارنا الديموقراطي، ونرفض أن نتلقى خلاص أرواحنا في الآخرة على أيديكم، هذا هو خيارنا الروحي.
إنزلوا عن أكتافنا، وخذوا ثقافاتكم معكم، فلدينا من الثقافة ما يكفينا ويكفي كل البشرية.
إنزلوا عن أكتافنا، وخذوا أموالكم ومساعداتكم، ودعونا نأكل بالمال العربي، فمعدتنا لا تهضم غيره، حتى لو كان مالكم بمقادير مال هارون وقارون.
إنزلوا عن أكتافنا، وخذوا ورودكم، فنحن نرفضها. خذوها فهي مردودة إليكم سواءٌ أكانت تحمل أشواكاً أم كانت لا تحملها.
دعونا نزرع ورودنا العربية، حتى لو كانت كلها أشواك، فأشواك ورودكم لم تترك مكاناً في جسمنا إلاَّ وملأته بالجروح الثخينة التي لن تندمل. ولن يوقف نزيفها إلاَّ بلسم عربي تصنعه المقاومة العربية التي بشَّرت بها أمتنا في تاريخها المعاصر، كما بشَّرت بولادة أنبياء المحبة والسلام في تاريخها القديم.
دعونا نتنفس هواءً عربياً، فرئتنا تأنف كل هواء لا يحمل نكهة عربية. بالله عليكم، وباسم من تضحكون علينا بأنكم تحملون رسالاتهم، فنحن أدرى بثقافتهم وإراداتهم ووسائل دعواتهم أكثر منكم، أوَ لم يولدون عرباً، ويبشرون بالعربية، ويموتون على الأرض العربية؟
خذوا أموالكم التي تشترون بها ذمم من يبيع سيادة أمته وكرامتها، وارحلوا،
خذوا من تعتقدون أنهم رُسل محبة وعدالة، وارحلوا، فنحن نعرف كيف نحترم الأنبياء والأولياء والأئمة.
إن أنبياءنا ورسلنا هم من طينة أخرى، ومن عجين آخر، فهم عرب وسيبقون عرباً،
خذوا كل ما تضحكون علينا بأنكم تصدِّرونه من أجل صلاحنا، وارحلوا عنا، وارحلوا عنا، وإياكم أن تعودوا لتبيعوا الحضارة في بلاد الحضارة، وأن تبيعوا الدين في أرض كرَّمها الله بالدين.
-->

ليست هناك تعليقات: