-->
-->
كلمة في مهرجان بعلبك
في الأول من كانون الثاني 2007
بعد تقديمه بصفته عضو الهيئة التأسيسية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، ألقى كلمة، من أهم ما جاء فيها:
حق للقائد الثائر الشهيد صدام حسين علينا أن نذرف دمعة وفاء في مناسبة استشهاده،
لكن القائد الرمز لا يؤمن بأن الدموع تحرر الشعوب والأوطان، لا يؤمن بأن الدموع تسهم في تحرير الأمة.
لقد آمن القائد بأن السلاح الوحيد لتحريرها، وللدفاع عن كرامتها، يمر عبر المقاومة، ولا شيء غير المقاومة.
القائد الشهيد هو ابن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قال مؤسسه المرحوم ميشيل عفلق، منذ اغتصبت الصهيونية أرض فلسطين: فلسطين لن تحررها الحكومات العربية بل الكفاح الشعبي المسلح.
كان حزب البعث العربي الاشتراكي قد اتخذ استراتيجية المقاومة، ولم يجد غيرها بديلاً لتحرير فلسطين، ولهذا احتضن المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها الأولى في 1/ 1/ 1965، ودافع عنها وانخرط مناضلوه في صفوفها.
إذا كان الشهيد الرمز يؤمن بالدموع، فهي تلك التي تنهمر من فوهات البنادق، والعبوة الناسفة، والمضادات للدروع، ولهذا حمل أول قاذفة، بعد أن قاد معركة المطار في بغداد، ليتصدى بها إلى طلائع قوات الاحتلال التي دخلت بغداد. ومن بعدها نزل إلى الخندق لكي يقود المقاومة التي وضع أسسها وحضَّر مستلزماتها.
لم يقاوم الرئيس القائد من وراء المذياع، ولا من شاشات التلفزيون، بل نزل إلى الخندق، ومن بعد الخندق قاوم الاحتلال وعملاءه وهو في الأسر، وقاومهم وهو على منصة الإعدام.
لقد راهنت قوات الاحتلال وعملائها على أن يقتلوا الملك، فتنهار رقعة الشطرنج، وتوهموا أنهم بأسر الملك تنهار المقاومة، ولكن خاب فألهم:
أسروه فاشتد ساعد المقاومة،
وأحالوه إلى المحكمة فظهرت إرادته التي استعصت على المحتلين، واشتد ساعد المقاومة.
أصدروا حكماً بالإعدام بحقه وحق رفاقه، فازداد صلابة، وتابعت المقاومة طريقها المرسوم.
ونفَّذوا به حكم الاغتيال ولم يرمش له جفن.
كان فوق مستوى البشر في آخر لحظات حياته قبل أن يصعد إلى بارئه.
ماذا أراد أن يقول في كل سلوكه؟
أراد أن يقول لرفاقه: إن من ينزل تحت سقف هذه المواقف ليس بعثياً.
وأراد أن يقول لأبناء أمته: إن من ينزل تحت سقفها فهو ليس عربياً.
لقد ترك لنا الشهيد تُراثاً كبيراً من فكره وسلوكه، وآمن بأن تاريخ الأمة زاخر بالرجال العظماء.
كما آمن بأن الأمة غير عقيمة بل إنها تنجب الأبطال باستمرار.
وإذا راهن الاحتلال، وعملاؤه، من الغرب أو من الشرق، على موته لكي يبتلعوا العراق فهم واهمون لأن المقاومة ستسمر، وزنود المقاومين لن تسترخي، ولن تستكين.
يتوهم جورج بوش أنه باغتيال صدام حسين سوف تنفتح أمامه أبواب النصر، لذا فهو يقوم بمغامرة أخرى.
إن جورج بوش مصمم على أن يتحدى إرادة شعبه الذي رفض الحرب ويتظاهر ضدها، لكن المقاومة العراقية تعتبر أن ما يعد له رئيس أكبر دولة في العالم، لن يكون إلاَّ مغامرة خاسرة أخرى، وستكون المعركة الأخيرة التي ستؤدي إلى هزيمة الإمبراطورية الأميركية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق