الأحد، فبراير 28، 2010

كلمة في المهرجان القومي

-->
كلمة في المهرجان القومي
لتأبين الشهيد صدام حسين
9/ 2/ 2007
-->

يا ماجدات العراق
يا رجال العراق الأماجد
يا أبطال المقاومة الوطنية العراقية
أيها الرفاق البعثيون
لا تتسِّع مجلدات للكلام عن صدام حسين، فقد ارتبط تاريخ العراق والأمة العربية، وكذلك تاريخ حركات التحرر في العالم، بما ضخَّه كفرد متميِّز من دروس وعبر، منذ انتسابه لحزب البعث العربي الاشتراكي حتى تاريخ شهادته.
ولأنه كان فرداً متميزاً في حزبه ملأت سيرته الذاتية، كما ملأت سيرته الحزبية، كل تاريخنا المعاصر، وفيه ترك تأثيرات لا يجوز أن تُمحى فحسب، وإنما أن تُدرَس أيضاً لأن فيها الكثير من الإضافات النوعية.
كانت مميزاته نوعية في أنه أرسى قواعد ومبادئ ترسم معالم الطريق الواضح أمام الشعوب التي تنشد التحرر على خطيْ النهضة في الداخل والانعتاق من نير هيمنة العدوان القادم من الخارج. وتلك هي مهمة لا تعاني منها بقية شعوب العالم وحركاتها الثورية كما يعاني منها الوطن العربي.
تواجه الوطن العربي العديد من المهمات والتحديات، وتتلخص في ثلاث مهمات كبرى:
-مهمة توحيد الوطن العربي فكرياً وسياسياً.
-ومهمة استنهاضه حضارياً.
-ومهمة تحريره من الاحتلال الصهيوني والاستعماري.
إنها مهمات ثلاث لا يمكن تجزئتها، ولا يمكن أن يتصدى لها إلاَّ أهلها. مهمات ثلاث تقتضي توفر عوامل ثلاثة أيضاً:
-استراتيجية فكرية جذرية وحدوية ترسم طريقاً واضحاً.
-وإجراءات ثورية تختصر عامل الزمن.
-وحركات ثورية تكون مستعدة للتضحية والبذل والعطاء.
تلك هي المعادلة التحدي التي انخرط فيها صدام حسين، فكان القائدَ المفكرَ الثائر، فتفاعل مع المهمات الثلاث، وأسس للعوامل الثلاثة، ونقل عصارة فكره، ووضع عقله الاستراتيجي في قلب المعركة، وحمل معوله على كتفه، وقاد حزبه من الخندق، فكان الأنموذج والمثال.
لقد نقل قصور الرئاسة إلى بيوت العمال والفلاحين، وإلى مقاعد الدراسة وحرم الجامعات، وأصبحت تلك القصور في بيوت العلماء، وأصبحت المصانع العراقية قصوراً يتباهى بها البعث وقائده. وتحوَّل العراق إلى ورشة نهضوية تصدِّر نفسها إلى أقطار الوطن العربي الكبير، فزرعت الخوف في نفوس الجشعين من الشركات الاحتكارية الرأسمالية، وزرعت الخوف في نفوس خدَّامهم الذين تعودوا على سماع إملاءات سادتهم والإذعان لها.
لقد حمل بندقيته إلى جانب المقاتلين الذين أشرف على تأهليهم وتدريبهم وتسليحهم، تحسباً ليوم العدوان الوحشي، فالقائد ليس هو الذي يأمر ليُطاع، وإنما القائد هو الذي يسير على رأس القافلة ليكون أول من يتصدى.
لقد تعرَّض للأسر في الخندق، وهو الذي رفض كل إغراءات الدنيا، وكان قادراً على الحصول عليها. ولكنه ربط مصيره بمصير أمته منذ البداية، لأنه آمن بأنه لن يكون كريماً في أمة لا تدافع عن كرامتها.
لقد حوَّل منصة المحكمة العميلة إلى خندق آخر للمقاومة، فأذهل بمواقفه العدو قبل الصديق، وأثبت أن أمة تنجب صدام حسين هي أمة جديرة بالحياة. وأثبت أن حزباً أنجب صدام حسين هو حزب جدير بقيادة الأمة إلى شاطئ الأمان.
حمل صدام حسين كتابه بيمينه ورحل.
رحل وهو واثق بشعبه وبحزبه،
رحل وهو واثق بأن شعبه سيلتقي بجناحيه لتوحيد العراق بعد تحريره.
رحل وهو واثق بأن رفاقه، بمشاركة كل الوطنيين، سوف يستمرون في القتال حتى طرد آخر جندي محتل، وآخر عميل خائن، وآخر متواطئ على وحدة العراق وعروبته.
لقد رحلت أيها الرفيق الشهيد، والتحق بركب شهادتك برزان وعواد ظافريْن بعز الشهادة. لقد رحلتم وظل رفاقكم وشعبكم على العهد مستمرين، ونحن نشاهد نار في كل يوم صليات بنادقهم تصل إلى داخل البيت الأبيض والبنتاغون.
ستعود بغدادُ إلى العراقيين، وإلى أحضان العروبة قريباً، وسيعود العرب إلى بغدادَ مدينةِ السلام بعد أن تصد غزوات الفرس والروم، فيتلاقى الحبيب مع حبيبه، وسيشمون فيها روائح الطيب العربية بعد أن لوَّثها الغزاة بكل الروائح الخبيثة، وبكل اللهجات الهجينة واللكنات المستوردة. وستبقى مواقفكم مشعل نور وهداية طالما شعوب الأرض تشعر بأنها بحاجة إلى أبطال هم أكبر من الأبطال.
-->

ليست هناك تعليقات: