-->
رأي وتعريـف
-->
مراجعة كتاب قريش من القبيلة إلى الدولـة المركزيـة
-إسـم الكتـاب: قريش من القبيلة إلى الدولـة المركزيـة.
-إسـم المـؤلـف: خليل عبـد الكريــم.
-النــــاشران: دار سينا للنشر – القاهرة. ومؤسسة الانتشار العربي – بيروت.
-تاريــخ النشر: الطبعة الثانية 1997. يقع الكتاب في 402 ص من القطع الوسط.
رأي وتعريـف
يقرأ خليل عبد الكريم تاريخ المرحلة الجاهلية في شبه الجزيرة العربية من منطلقات موضوعية بعيدة عن الغرضية الدينية الإسلامية.
والفرق بين القراءتين أن الغرضية الإسلامية تُسوِّد صفحات المرحلة الجاهلية لتُبَرِّر نصاعة الدعوة الإسلامية، وبهذه الطريقة تكون كمن يُسوِّد تاريخ أجداد الرسول العربي، الذين بهم، وبجهودهم، أصبحت الطريق أكثر أماناً لدعوته. أما الركائز الموضوعية التي يستند إليها المؤلِف في قراءته فهي الغوص في كتب التراث التي نَقلت ما كان يحصل في تلك المرحلة، والتي من خلالها نقل إلينا وقائع ومعلومات في غاية الإثارة، والتي جعلتنا نتأكَّد أننا، كعرب، لم نُوْلَد من شجرة مقطوعة الجذور عن تلك الأرض التي وُلِدنا عليها، ولم نكن مقطوعي الجذور، أيضاً، عن التيارات الدينية والعادات الاجتماعية والقيم الأخلاقية... التي كانت تُميِّز عرب الجاهلية، والتي شرَّعتها الدعوة الإسلامية فيما بعد...
ولأننا لن نأخذ دور الباحث في الدفاع عن نتائج بحثه بالتفصيل، فالعودة إلى قراءة الكتاب تعطي الصورة الأوضح، وتسهيلاً للقارئ سوف نعرض، بشكل موجز ومُكثَّف، لبعض المفاصل الرئيسة في الكتاب:
سبقت الدعوة الإسلامية، على الرغم مما يشيعه أصحاب الأغراض الدينية المحدودو الأفق، محطات وعوامل تاريخية لعبت الدور الأساسي في تمهيد الطريق أمامها. ومن أهمها:
1-دور أجداد الرسول في بناء نظام سياسي واجتماعي واقتصادي وديني في شبه الجزيرة العربية: وهم قُصَي، وعبد مُناف، وهاشم، وعبد المطلب، وعبد الله والد الرسول. وكان أكثرهم تأثيراً قصي وهاشم وعبد المطلب. ومن أهم إنجازاتهم: لمُّ شمل قبيلة قريش، ثم السعي لجعلها أكثر القبائل العربية تأثيراً في مجرى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية لشبه الجزيرة العربية... فأصبحت قريش ذات سطوة ونفوذ على القبائل من خلال البناء التالي:
-تحويل مكة إلى مدينة توحيدية: كممر/محطة للتجارة الداخلية والخارجية.
-إضفاء صفة القداسة عليها: كمثل تنظيم مواسم الحج للقبائل، وإيواؤهم وإطعامهم وإسقاؤهم... والمحافظة على أمنهم وسلامتهم طوال فترة وجودهم وتأديتهم لفريضة الحج...
-كان أجداد الرسول متأثِّرين بالأحناف، وهم ليسوا يهوداً ولا مسيحيين، فسلكوا طريق التوحيد الإلهي…
2-تأثيرات اليهودية والمسيحية:
-إنتشرت اليهودية في شبه الجزيرة العربية، وكانت تُبَشِّر بظهور نبي يملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلِئت ظلماً وجوراً. وتأثَّر سكان يثرب، من غير اليهود، بنبؤات التوراة. ولما التقى بهم محمد بن عبد الله-الرسول- عارضاً عليهم آياتٍ من القرآن الكريم وبعضاً من تعاليم الإسلام، صدَّقوه وناصروه...
-كان لورقة بن نوفل-ابن عم خديجة الكبرى زوجة الرسول-والذي كان يعرف العبرانية ويُترجِم التوارة، تأثير في تشكيل ثقافة الرسول الدينية...
-إنتشرت المسيحية بشكل أوسع من انتشار اليهودية؛ وعمَّت في داخل قبائل عربية كبيرة. ومن هنا كان لها تأثير مهم في تشكيل الثقافة التوحيدية عند عموم القبائل.
لم يكن محمد بن عبد الله، وهو الذي اتَّصف بالذكاء وقوة الشخصية وشدة التأثير، بمعزل عن تلك الأجواء الدينية التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية. وشكَّلت كل تلك العوامل أساساً مهَّد لرسالة الإسلام على يديه…
لقد مهَّدنا، بشكل مُكَثَّف، للمنهج الذي قرأ فيه المؤلف تاريخ العرب قبل الجاهلية، ومنها توصَّل إلى نتائج مثيرة ومهمة، وهو يكمل الطريق الذي شقَّه مفكرون عرب ومسلمون من قبله، وتعرضُّوا للنقد-وأحياناً-للتكفير من قِبَل أصوليين أو مؤسسات دينية رسمية.
وإذا كنا قد قمنا بهذه الإطلالة السريعة، إنما لكي نُثْبِت قناعتنا بأن خليل عبد الكريم وغيره، من الذين شقُّوا طريقاً لقراءة تراثنا بشكل علمي وموضوعي أو للذين يتابعون الطريق، يلعبون دوراً كبيراً في صياغة أيديولوجيات المستقبل بطريقة علمية وموضوعية قائمة على أسس مفتوحة على النقد الحر الهادف، الذي ينظر للأمة بعين الغِيرة على مصلحتها وبعين الشوق لأن يكون لها موقع بين الأمم.
محتويــات الكتاب
-الباب الأول: المقدمات الذاتيـة.
-الفصل الأول: قصي بن كلاب.
-الفصل الثاني: الخلائف يواصلون المسيرة. هاشم يوضح القسمات. وعبد المطلب يظاهر الدولة.
-الفصل الثالث: حلف الفضـول.
-الفصل الرابع: حكومة الملأ "ملأ قريش".
-الباب الثاني: المقدمات الدينية.
-الفصـل الأول: اليهوديــة.
-الفصـل الثاني: النصرانية " المسيحية".
-الفصـل الثالث: قبائل كبيرة فَشَت فيها النصرانية: أياد-تميم-حنيفة.
-الفصـل الرابع: الصابئــة.
-الفصل الخامس: الحنيفيــة.
-الباب الثالث: المقدمات السياسية.
-الفصـل الأول: الدولة الفارسية.
-الفصـل الثاني: الدولة البيزنطية.
-الفصل الثالث: الأنصار: المزاج النفسي والظروف الموضوعية.
-الباب الرابـع: المقدمات الاجتماعية.
-الباب الخامس: المقدمات الاقتصاديـة.
-الباب السادس: المقدمات الثقافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق