المشهد العراقي: في شهريْ تموز وآب 2006
في ظل «غوما» عربية، وفراغ قومي يملأه حضور إقليمي:
تبقى المقاومة الشعبية العربية الأمل في الصمود والتصدي
المقاومة الوطنية العراقية: دعوة لتوحيد جهود المقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق، ودعوة للنظام الإيراني لسلوك في العراق يرقى إلى مستوى مواجهة التناقض الرئيسي
على الرغم من أن المشهد اللبناني استأثر باهتمام وسائل الإعلام العالمية، وفي مقدمتها الإعلام المحسوب على العرب، فرض المشهد العراقي نفسه بحيث لم تستطع كل وسائل الإعلام، على الرغم من تواطئها، أن تتجاهله. فهناك مركزية الصراع، وهناك لهيب المقاومة تزداد أواراً واشتعالاً. وهناك سيتبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود بالنسبة لمشروع أمركة العالم، ومشروع الشرق الأوسط الجديد.
تحت دخان الهمجية الصهيونية في لبنان، وتحت حالة الإكبار التي نرى فيها أداء المقاومة اللبنانية، والإجماع الذي حصلت عليه، كانت في العراق تتفاعل وسائل عديدة لاحتواء المقاومة العراقية من أجل إجهاضها، يتشارك في التآمر عليها أطراف عديدة داخلية وخارجية وتمارسها تنظيمات عراقية بعضها مشدود الصلة بالمخطط الأميركي الأم، وبعضها الآخر مشدود الصلة بالنظام الإيراني.
إن ربط المؤامرة على العراق بين اللاعبين الأساسيين المشروع الأميركي والمشروع الإيراني يجب أن لا يزعج مؤيدي النظام الإيراني، وأن لا ينتقص من مستوى الأداء الباسل الذي أبداه مقاتلو حزب الله في جنوب لبنان. فعلى هذا الصعيد ميَّزت فصائل المقاومة الوطنية العراقية بين الموقفين: مباركة قتال العدو الصهيوني في لبنان وشجب التنسيق الإيراني مع العدو الأميركي في العراق. واستندت مواقفها بالتمييز بينهما على قاعدة مدى تقارب السلوك السياسي والعسكري لأي طرف مع الهدف الاستراتيجي أو تباعدها عنه. أو تقاربه مع التناقض الأساسي أو ابتعاده عنه.
ولما كانت أهداف التحالف الأميركي – الصهيوني تمثل التناقض الرئيسي مع أهداف الشعوب الأخرى، ويأتي على رأسها الأمة العربية والأمة الفارسية، كقوميتين متجاورتين، وتتشاركان بمصالح كثيرة، كان من الواجب على الأمتين أن تتحالفا معاً لمقاومة أطماع التحالف المعادي في أكبر مواجهات تخوضها الأمة العربية في فلسطين المحتلة ولبنان المهدد والعراق المحتل. ولكن إذا كانت المقاومة في لبنان ضد العدو الصهيوني تتطابق مع الثوابت الاستراتيجية للصراع العربي مع التحالف الصهيوني - الأميركي، وحازت على مساعدة واسعة من النظام الإيراني، إلاَّ أنها ليست كذلك فيما يخص الصراع الحاصل ضد الاحتلال الأميركي في العراق.
ما هو حاصل في العراق أن النظام الإيراني، بدلاً من أن يشارك في مواجهة الاحتلال الأميركي قام بالتنسيق معه، واستخدم نفوذه من خلال الميليشيات التابعة له في ملاحقة المقاومة الوطنية العراقية، فهو بمثل هذا السلوك ابتعد كلياً عن الثوابت الاستراتيجية للتحرر من الاستعمار والصهيونية. وبهذا ميَّزت فصائل المقاومة العراقية بين موقفين: تأييدها غير المشروط للمقاومة اللبنانية على الرغم من تقاربها مع النظام الإيراني، ورفضها المطلق لسلوك النظام الإيراني في العراق.
تمزيق الأمة على قواعد «الشرق الأوسط الجديد»
إن ما يدور الآن في العراق يشكل بداية لوضع ترتيبات أساسية تعمل على ترسيخ الرؤية الأميركية في مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي لا يرفضه النظام الإيراني على طريقة ما أكَّده علي أكبر ولايتي، مستشار الخامنئي، رداً على كونداليزا رايس بأن الشرق الأوسط الجديد قادم إلى المنطقة ولكن ليس كما تريده أميركا.
لقد نشرت مجلة تابعة للجيش الأميركي تفاصيل مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، بما يوضِّح أن عموده الفقري يقوم على الاستفادة من التعدديات القومية والمذهبية والدينية السياسية من أجل بناء أنظمة سياسية تتجانس فيها الأعراق أو المذاهب. وهو ما تقوم بتنفيذه تماماً الإدارة الأميركية في العراق، تحت موافقة النظام الإيراني ومشاركته.
ويشترط واضعو المشروع، والقائمون على تنفيذه، أنه لكي يصبح قابلاً للتطبيق لا بدَّ من أن ينجح في العراق أولاً. ويؤكد نصه على استخدام مصطلح «الدولة الشيعية العربية» لكي يضم إليها «عربستان» بعد سلخها عن إيران، بالإضافة إلى المنطقة الشرقية من السعودية والبحرين. أما أهداف الجانب الإيراني من مشروع الشرق الأوسط الجديد فهو سلخ جنوب العراق لضمِّه إلى الدولة الإيرانية، كخطوة على طريق اقتطاع شرق السعودية مع البحرين وضمه أيضاً.
ولذلك نرى أنه على مقدار الحرارة والنشاط التي تعمل الإدارة الأميركية من أجل إنجاحه، يأتي ما يؤكد أن النظام الإيراني يعمل بنشاط وحرارة لافتين يترجمهما نشاط عبد العزيز الحكيم واستعجاله لقيام فيدرالية تضم جنوب العراق ووسطه.
بمثل هذه الإستراتيجية تتلاقى مصالح الطرفين الأميركي والإيراني بالعمل من أجل «شرق أوسط جديد»، قائم على تقسيم جديد للأمة العربية مستفيديْن من النعرات الطائفية التي يغذيانها في العراق في هذه المرحلة. وتلك، بدورها، تمثِّل النقيض الأساسي لإيديولوجيا القومية العربية بثالوثها الوحدة والحرية والاشتراكية.
فهل يستطيع النظام الإيراني أن ينافس أميركا في تنفيذ مشروعها؟ وهل يستطيع أن ينال منه ما يخطط له؟
إن طبيعة اتجاهات المرحلة القادمة في العراق، كما يُوحي بها الواقع الأمني والسياسي الآن، أي الأهداف المخطط لها من «العملية السياسية»، تعمل على تعميق الهوِّة الطائفية بين أطياف المجتمع العراقي. وهذا إذا كان يصب في إستراتيجية «أمركة المنطقة» من أجل تفتيتها على أسس جديدة، لا نرى إلاَّ أنه يصب في مصلحة النظام الإيراني هذا إذا ما ظلَّ مصراً على اعتماد إستراتيجية قيام «دولة شيعية عالمية»، يعمل على فتح بوابتها من العراق. أما إذا كان يستخدم تكتيك الضغط في العراق من أجل توفير مقعد إقليمي فاعل، فهو يخطئ التقدير بلا شك، لأن مشروع «أمركة العالم» لن يترك لأحد مقعداً بعد نجاح مشروعه بالاستيلاء على العراق كما هو واضح في تفاصيل مشروعه «الشرق الأوسط الجديد».
وإذا كان لا بدَّ من أن ننظر إلى مصلحة الأمة العربية بمنظار وجود إقليم جغرافي تتوازن فيه المصالح بين أطرافه، لا يمكن إلاَّ أن ننظر إلى إيران. وإذا كان النظام الإيراني يرى مصلحته من خلال وجود عراق ضعيف، وأمة عربية ممزَّقة، فلا شك بأن هذا الضعف سيجعل من إيران ضعيفة في مواجهة المشروع الأميركي الذي عجزت دول العالم عن ردعه. فمصلحة إيران اليوم لا يمكن فصلها عن وجود عراق موحَّد، وعن أمة عربية موحَّدة. وإذا فكَّرت بغير هذا الاتجاه فلا شك بأنها تسير في الاتجاه الخاطئ.
وعليه لا يمكننا التغافل عما حقَّقته المقاومة اللبنانية من مكتسبات لصالح القضية القومية في مواجهة مشرِّفة ضد العدوان الصهيوني عندما ضربت الغرور الصهيوني الأميركي في الصميم، وجعلت النظام العربي الرسمي يخجل من سباته العميق، بل المهين، ليرفع صوتاً خافتاً للحصول على قرار بوقف إطلاق النار في لبنان. ولعلَّ حالة الخجل تستمر عنده من أجل العمل على إنقاذ العراق من التفتيت، على أن تكون حالة عربية جديدة توازن التدخل الإيراني السافر الذي ملأ فيه كل الفراغات الأمنية والسياسية التي تركها النظام العربي الرسمي في العراق من أجل تفتيته.
وفي هذه الحالة يُطلب من النظام العربي الرسمي ألاَّ يوازن التدخل الإيراني بما يجعل الحالة المذهبية تشتعل، أي بدعم لون مذهبي في مواجهة لون مذهبي آخر، بل أن يكون تدخلاً من أجل العمل على التقاء جناحيْ العراق، بكل ألوانه المذهبية، في مقاومة يتساوى فيه أداؤهما ضد الاحتلال الأميركي، والخروج من أوهام «العملية السياسية» التي يضع الاحتلال كل ثقله من أجل إنجاحها، فهي كما يتوهم تشكل له خشبة الخلاص.
أما حول هذا الجانب، فللنظام الإيراني دور في تسريعه، خاصة إذا قطع ما يوظِّفه من إمكانيات كبرى لدعم عملائه في العراق من أجل تفتيته، وهو بدلاً من أن يوظفها لمقاومة الاحتلال يدفع بها، لأسباب ثأرية إيديولوجية وسياسية، لملاحقة المقاومة العراقية، وكأنَّ إضعافها أو إنهاءها يُعتبر بوابة للحصول على موقع إقليمي إيراني قوي.
مبادرة المالكي للمصالحة خديعة رفضتها المقاومة العراقية
ولأن الاحتلال الأميركي تأكَّد أن إنهاء المقاومة العراقية أصبح مستحيلاً لجأ إلى خديعة حملت عنوان مبادرة المالكي للمصالحة وهماً منه أنه يجر المقاومة العراقية إلى إلقاء السلاح ومشاركة العملاء بالسلطة العميلة. لكن على الرغم من أن تلك المبادرة قد وُلدت ميتة فإنها لا تزال تشكل أحد الأوهام التي يراهن عليها الاحتلال الأميركي من أجل رفد «عمليته السياسية». ولا يزال يراهن على أن ما لم يستطع الحصول عليه بالقوة العسكرية سينجح فيه بواسطة خديعة المصالحة.
إن المبادرة المذكورة أصبحت بدون أي معنى بعد أن أعلنت كل الفصائل رفضها لها تحت مبدأ ثابت واحد ووحيد هو أن بداية الحل لن تكون بأقل من جدولة الانسحاب الأميركي الكامل والتام من كل شبر من أراضي العراق بدون قيد أو شرط.
على إيران أن تثبت حسن النية تجاه المقاومة العراقية
فإذا كان الاحتلال الأميركي، بكل جبروته، أصبح مرغماً على الاعتراف بأنه لا حل في العراق ما لم توافق عليه المقاومة العراقية، فبيدها مفاتيح الحل، وليس بيد أحد غيرها، ترى المقاومة العراقية من المستغرب أن يستمر النظام الإيراني بمراهنته على أن مفاتيح الحل هي بيده، كما تستغرب أيضاً سلوكه الشاذ في مساندة من يقاتل العدو الصهيوني في الوقت الذي تقوِّي الاحتلال الأميركي بملاحقة المقاومة العراقية!!
إن مشروع الاحتلال، بكل ألوانه وأشكاله، أصبح في أواخر مراحله، خاصة أن المقاومة العراقية، لا تزال تلبي شروط التحرير في جعل الاحتلال يدفع من ماله ودمه.
وإن ما يجعل عملية التحرير تعطي نتائج أسرع هي أن يتلاقى جناحا العراق على مقاومة الاحتلال. وإزالة العوائق من دربه ستكون سريعة، كما ترى المقاومة العراقية، إذا كفى النظام الإيراني العراق شرَّه وأذاه، لأن مشاريعه تقوم على ميكيافيلية تزاوج العلاقات الشاذة بين خطابه وسلوكه.
ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز تكتمل بالكفاح الشعبي المسلَّح
عندما تميَّز حزب البعث العربي الاشتراكي بخروجه من منطق المؤامرة وإلقاء تبعات التخلف العربي على الآخرين، كانت ثورة 17 – 30 تموز المعبِّر الأمين عن ذلك التميُّز. فتحمَّلت مسؤوليتها عندما عزت تخلف العراق إلى عاملين: ذاتي وخارجي.
فالذاتي دفعها إلى أن تتصدى لعوامل التخلف الداخلي وتحمّلت مسؤوليتها، فأنجبت الخير الكثير، من خلال مشروعها النهضوي، خاصة بعد أن أرغمت قوى التحالف الرأسمالي واستعادت من شركاته حق العراق بثرواته.
وأما الخارجي فقد أصرَّت على رؤيتها الإستراتيجية في اعتبار الاستعمار والصهيونية مصدراً أساسياً في إعاقة الأمة وتعويقها من أخذ أمورها بيدها.
في تلك اللحظة كانت موازنة المواجهة بين البعث في التصدي لعوامل التخلف الداخلي والتصدي لعوامل الإعاقة من الخارج، أداة التغيير الأساسية. وتلك التي أنتجت مشروعاً نهضوياً قومياً جمع بين المصلحة الوطنية العراقية والمصلحة القومية العربية. وما كان يصب في مصلحة الأمة كان، في نظر التحالف الأنجلو صهيوني، لا يتناسب مع مصلحة ذلك التحالف. فصوَّب سهامه لتقويض ذلك المشروع على قاعدة تقويض البنيان الإيديولوجي الذي يُعتبر البوصلة الهادية.
ولأن الكثير من الإنجازات التي حققها نظام الحزب في العراق، على الصُعُد العلمية والاقتصادية والعسكرية، كانت مادة لكثير من الكُتَّاب والباحثين، سنولي الاهتمام بالإضاءة على زوايا أخرى.
آخذاً بعين الاعتبار، ولكي تتكامل الصورة، أن حالة التحول الجوهري في قيادة الدولة الوطنية لا يمكن له النفاذ إلاَّ إذا أعدَّ مستلزمات حمايته، كان نظام حزب البعث العربي الاشتراكي الذي وصل إلى حكم العراق، منذ ثورة 17 – 30 تموز من العام 1968، حريصاً على إحداث الموازنة بين طرفيْ المعادلة (الثورة والسلطة).
كان المشروع النهضوي القومي الذي أنجزه نظام حكم الحزب ثورياً بجوانبه، الاقتصادية والعسكرية، وكان ثورياً أيضاً في جوانبه الفكرية والسياسية والتنظيمية. فهو لم ينظر إلى الوصول للسلطة من منظارها كغاية أو كهدف، بل نظر إليها من منظارها كوسيلة تحقق إنجازات ثورية في حقلين، وهما:
-توفير كل مستلزمات الارتفاع بالعراقيين إلى مستوى متقدم، والقضاء على التخلف كعامل إعاقة داخلي.
-وتوفير كل مستلزمات المواجهة ضد الطامعين بالعراق وسيادته، والعاملين على إبقائه متخلفاً داخلياً.
إن مادة الحقل الأول متوفِّرة من خلال الثروة التي يمتلكها العراق، وبتحريرها، من خلال تأميمها، أفسحت الفرصة لوضعها في خدمة تحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع منتج. وهذا التحويل ابتدأ بإنتاج البنية العلمية المؤهلة لمواكبة المشروع الضخم فتوصَّلت إلى نتائج باهرة دبَّت الخوف في نفوس التحالف الأميركي – الصهيوني. وبذلك تكون القيادة العراقية، انطلاقاً من ثورة 17 – 30 تموز قد أرست دعائم أساسية لأية بُنية نهضوية، وذلك ما يتناقض مع اعتبار كل الأسواق غير السوق الأميركية أسواقاً استهلاكية.
أما مادة الحقل الثاني، وهو حقل «اجتثاث الأهداف الاستعمارية» فاستدعى تطبيق إستراتيجية الحزب من خلال محاربة الاستعمار، وحليفته الصهيونية، بإنتاج «البنية الثقافية التحررية» لتحرير الإرادة العربية من هيمنتهما، حتى لا تبقى الأرض العربية رهينة لوجودهما العسكري والأمني سواءٌ أكان بشكل مباشر، كما هو حاصل في السعودية ودول الخليج، أم بالواسطة كما هو حاصل باغتصاب أرض فلسطين.
لقد كانت صورة النظام العربي الرسمي التقليدية، والتي لا تزال ثقافتها سائدة حتى الآن، تنظر إلى العلاقة مع الاستعمار والصهيونية نظرة ميكانيكية لا تأخذ بعين الاعتبار «علاقة التكافؤ والعدالة» بالمصالح، بل تعمل على أساس التابع لهما متذرِّعة بغياب إمكانيات الحد الأدنى للدفاع العسكري والاقتصادي عند العرب.
لقد غيَّرت قيادة الثورة في العراق آليات التفكير النظامي العربي بأن ارتقت بآلياتها إلى مستوى ما يمكن أن تختزنه الأمة من توق إلى التحرر والاستقلال، فأعدت نفسها، كما أعدَّت جماهيرها، لاستثمار تلك الطاقات ووضعها في ساحة الصراع مع الاستعمار والصهيونية، فكانت استراتيجية «الكفاح الشعبي المسلَّح» حاضرة في كل مشاريع ثورة تموز المجيدة.
إن اعتماد آليات مماثلة تتطلب حضوراً قيادياً مؤهلاً، يتميز بسمات استثنائية لا تتوفر في مواصفات حكَّام النظام العربي الرسمي، فكانت معادلة التوازن بين «الثورة والسلطة» ماثلة بشكل استراتيجي في ذهن قيادة ثورة تموز في العراق. وذلك أنموذج كان ينال الاستخفاف في تحليل الحكَّام، كما في تحليل أكثر تيارات «حركة التحرر العربي». ولم تتزحزح تلك الصورة حتى أثبتت التجربة الميدانية مصداقية الأنموذج على الصعيدين النظري والعملي.
إن واقع المقاومة الوطنية العراقية وتأثيرها في مواجهة الاحتلال في العراق لم يكن إلاَّ من إنتاج فكر حزب البعث العربي الاشتراكي، تحت قيادة الرئيس صدام حسين، ليس رمز الثورة العربية فحسب، بل رمز الثورة العالمية أيضاً.
وبمثل هذه التجربة ستضع ثورة تموز أسساً جديدة لنظام عربي تتكامل فيه مكاييل الموازنة بين تحمل المسؤولية الذاتية في تحويل المجتمع العربي إلى مجتمع مُنتج، وتحويل ثقافته إلى ثقافة تحررية تستند إلى إمكانيات وعي الأمة بطاقاتها الهائلة في مقارعة الاستعمار والصهيونية حسب إستراتيجية الكفاح الشعبي المسلح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق