الخميس، فبراير 25، 2010

الخوف من فتنة طائفية في العراق

-->
الخوف من فتنة طائفية في العراق
قشرة ثلج تغطي رغبة أميركية في البقاء للنهب والسرقة
22/ 8/ 2004
مرة أخرى، من مئات المرات، يعلن مسئولو إدارة جورج دبليو، أن خروجهم الآن من العراق سيؤدي إلى حرب أهلية. لذلك سيؤجلون الخروج إلى أن تحقق مهمتهم (الإنسانية!!) أهدافها.
ويساندهم في ذلك عدد من الدول من الذين يظهرون أنهم حريصون على مصلحة الشعب العراقي، من الذين يريدون استمرار احتلال العراق، والدافع إنساني، كما يريدون أن يوحوا إلى شعوبهم، وكما يريدون أن يغلفوا أهدافهم الحقيقية في مساعدة الأميركيين على نهب العراق وسرقة ثرواته، لعلهم يحصلون على حصة من السرقة والنهب.
كأن قلب الطرفين ينفطر إنسانية على العراق وشعبه، فراح بعضهم يساند البعض الآخر في خداع الرأي العام العالمي في أكذوبة جديدة مغطاة بقشور الثلج الأميركية التي ظاهرها الإنسانية، لكنها تغطي القاذورات الأميركية في التسلط والهيمنة وسرقة ثروات الشعوب.
شعرت الإدارة الأميركية بعمق مأزقها في العراق، وبشكل خاص بعد انتفاضة مقتدى الصدر، مترافقة مع بطولات الفلوجة وتضحياتها، وانتشار رقعة القتال في كل مدن العراق وقراه، بما لا يدع للقوات الغازية فرصة تستفرد فيها بالمدن والمناطق واحدة واحدة.
من شدة عمق المأزق، تعالت أصوات الاستغاثة الصادرة عن الغول الأميركي الأكبر (ديك تشيني، نائب جورج دبليو)، فساح في الشرق الأقصى طالباً العون والغوث.
واشتدَّ الخناق على الإدارة في الشارع الأميركي نفسه. وتعالت أصوات الرفض الأميركية ضد بقاء الجنود الأميركيين في العراق، وراحت تطالب بسحبهم.
تعالى صراخ جوقة المساندين لإدارة جورج بوش، من المستفيدين، والمنتفعين، والسماسرة، وأعضاء المافيات الدولية، طالبة من جورج دبليو البقاء في العراق رحمة بالعراقيين!! الذين ستتآكلهم نيران الحرب الأهلية من فتن طائفية وعرقية.
وتعالى صراخ المرشح الديموقراطي (جون دين) طالباً من إدارة بوش، هذا بعد أن ألبسها كل ألقاب الكذب والخداع والغرور، أن تفتش عن حل للخروج من العراق، لكن على أساس أن لا تترك البلد عرضة لحرب أهلية.
حسناً فعل المرشح الديموقراطي بدعوة إدارة بوش للخروج من العراق، ولكن نشكر له مخاوفه ونطمئنه قائلين: أخرجوا أولاً، أما الشعب العراقي فكفيل بأن يرتَّب شؤون بيته بنفسه. فهو ليس قاصراً، ولا يعوزه الحكماء والمخلصين، فقد أثبتت أيام الانتفاضة العارمة صدق التقارب بين شتى أطياف العراق الدينية والمذهبية والعرقية.
لا خوف على العراق إلاَّ من وجود الاحتلال وعملائه وإفرازاته. فليخرج الاحتلال وليخرج معه كل الذين قدموا إلى العراق على دباباته، فهم العبء الوحيد وليس غير ذلك.

ليست هناك تعليقات: