-->
--> -->
مخطئ من يراهن على العبور
من غير بوابة المقاومة الوطنية العراقية
تشرين الثاني 2009
لمن لم يفقهوا حتى الآن أنه ما لم يتحرر العراق ويتوحد، نردد على أسماعهم أن المؤامرة ستبقى تنخر في كل قضايا الأمة العربية بحرية ومن دون عوائق.
ولمن لم يفقهوا حتى الآن، من الأنظمة العربية الرسمية وغيرها من الأنظمة الإقليمية، تؤكد المقاومة العراقية أنها لن تستكين إلاَّ بعد أن تحرر آخر شبر من أرض العراق.
وإلى من لا يريدون أن يصدقوا أن المقاومة العراقية نحرت جنود الاحتلال الأميركي على أسوار بغداد، تؤكد المقاومة يومياً أنها سوف تستمر في نحرهم داخل بروجهم المشيَّدة.
وإلى كل من لا يزالون يبحثون عن جنس ملائكة المقاومة العراقية أنهم عبثاً يبحثون لأنهم لا يريدون أن يصدقوا أن ملائكتها من البعثيين أولاً، وممن اختاروا طريق المقاومة لتحرير وطنهم من العراقيين الأباة الآخرين.
لكل هؤلاء نقول أدخلوا بيوت القضايا من أبوابها، وحاذروا الدخول من الشبابيك، والكوى، ولا تخطئوا الحسابات، فالعراق اليوم يمر بمرحلة انتقالية عالية الحساسية، يعمل كل من له مصلحة فيه على الدخول إلى ساحته على مقاييس مصالحه، وعلى معايير وسائله الخاصة.
فالاحتلال الأميركي يمارس أسلوب المراوغة للمحافظة على (وتد جحا) في أرضه، وقراره السياسي والأمني والعسكري، كممر ووسيلة للاستيلاء على ثرواته كاملة.
والاحتلال الإيراني المقنَّع بعملائه وأدواته وأجهزته الأمنية والعسكرية التي أتقن تمويهها، يعد نفسه ليكون بديلاً للاحتلال الأميركي.
والأنظمة العربية الأخرى، تعمل على اقتطاع حصة هنا أو هناك من العراقيين، بدلاً من أن يكون العراق لها بكامله كبلد عربي الانتماء والعمق والاتجاهات والمصالح.
وبعض القوى العراقية، خاصة تلك التي لا تميِّز بين العراق إذا ما ظلَّ محتلاً، أم العراق المحرر، تفتش عن دور لها، وكل همها أن يكون لها مرقد عنزة في نظام عراقي لا تهتم بهويته، بقدر اهتمامها بمصالحها الضيقة.
وبعض القوى العراقية التي تمد شباكها مع الخارج والداخل معاً لاقتطاع حصة لها في النظام السياسي سواءٌ أكان تحت الاحتلال أم محرراً من الاحتلال.
كلٌ من تلك القوى يضيق ذرعاً بعراق محرر متحرر لأنه عاجزون عن فهم أن يكون العراق مستقلاً بأهله ولأهله من العراقيين مرتبطاً بأهله العرب بكل معاني الارتباط المصيري. وهم باستثناء الاحتلال الأميركي الذي يخطط بفهم استراتيجي لما يريد، تائهون ضائعون حائرون بما يفعلون وكيف سيفعلون.
إن ضياع هؤلاء هو أنهم لم يصدقوا بعد أن الاحتلال زائل من دون رجعة لذلك يتخبطون بما يخططون، لكنهم متى أيقنوا أن العراق لن يكون إلاَّ عراقاً موحداً عربياً متحرراً مستقلاً بقراره لا بدَّ من أنهم سيفيئون لأمرهم، ويعملون على تدبُّره بشكل صحيح.
إن من وضع العراق على سكة التحرير، أي على طريق التوحيد والانتماء العربي، وطريق القرار الوطني المستقل ليس غير أبنائه الوطنيين، وإذا ما أراد الآخرون أن يبنوا مستقبلاً لهم في العراق أم مع العراق فعليهم أن يصوبوا بوصلة أهدافهم وغاياتهم ووسائل دخولهم إليه تجاه الشمال المغناطيسي في قطب المقاومة الوطنية العراقية، وليس إلى أي قطب آخر.
كما نجحت المقاومة العراقية في إنجاز المرحلة الأولى من التحرير، أي إرغام الاحتلال الأميركي على الاعتراف بخطأ إقدامها على العدوان على العراق، والتخطيط للانسحاب منه، فهي تعمل على إنجاز مرحلة الإعداد الجبهوي السياسي، من أجل سد الطريق أمام احتمال تراجع الإدارة الأميركية عما وعدت به شعبها، فكان إعلان تشكيل جبهة الجهاد والتحرير يشكل الخطوة الأولى، واستكملتها بالخطوة الثانية بإعلانها عن تشكيل (جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني)، والحبل على جرار إنجاز خطوات سياسية أخرى.
وكما نجحت المقاومة العراقية في إثخان الاحتلال بالجراح الدامية والمميتة بما تيسَّر لها من أسلحة أعدتها قيادة صدام حسين، وكانت تتناسب مع حالة الانتشار الكثيف لقوات الاحتلال، فهي قد نجحت أيضاَ بتصنيع أسلحة جديدة بقيادة عزت الدوري لمواجهة المتغيرات العسكرية في إعادة انتشار قواته لحماية أنفسها داخل القواعد العسكرية.
إنجازان مهمان: توسيع مساحة العمل الجبهوي، وتوفير أسلحة نوعية جديدة، وبما قد تبتكره من وسائل أخرى تخدم طبيعة المرحلة الانتقالية الراهنة، كفيلة كلها بتوسيع قواعد تأثير المقاومة، والتي ستكون كفيلة أيضاً بحسم قرار الاحتلال بالخروج من حالات التردد والاحتيال والمراوغة.
وكما كانت نتائج الصراع بين المقاومة والاحتلال واضحة منذ البداية في أنها ستكون لمصلحة المقاومة وضد مصلحة الاحتلال، فإن نتائج المرحلة الانتقالية في استمرار الصراع بينهما هي واضحة أيضاً لمصلحة المقاومة. ولهذا كله فعلى المترددين والضائعين والمشككين، أن يخرجوا إما من حساباتهم الخاطئة، أو ضياعهم، أو تشككيكهم، ويعملوا على كسب الوقت بانحيازهم بعلانية ووضوح إلى جانب المقاومة التي بدأت المشوار، وأقسمت أنها لن تنهيه إلاَّ بالتحرير الكامل من الاحتلال الراهن، وكل احتلال محتمل، والتوحيد الوطني الكامل وتخليص العراق من كل أوهام الفدرلة والتقسيم، وإعادة العراق إلى أمته العربية بعد أن حسب أعداء الأمة أنهم قد أبعدوه عنها.
وإلى كل من لا تزال نفسه توهمه أنه بالغ مآربه في عراق غير العراق الذي بناه النظام الوطني السابق، بقيادة صدام حسين، فليخرج من أوهامه ويثوب إلى رشده، وعليه أن يستفيد من معركة ربع الساعة الأخير. ومن لا يزال يحلم بغير ذلك، فليسأل جورج بوش، وزمرته. وطوني بلير وزمرته. وجون هيوارد وزمرته. أو فليسأل كل الزمر الأخرى التي خرجت من مشروع احتلال العراق قبل أن تحترق أصابعها بالكامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق