الخميس، فبراير 25، 2010

عبير ذبيحة الشرف العربي

-->
--> -->
عبير ذبيحة الشرف العربي
تلعن شرف الصامتين والخونة
6/ 7/ 2006
 
حتى لو كانت مأساتك يا عبير قد ملأت الشاشات، ومقدمات الأخبار، إلاَّ أنك أصبحت الرمز الذي يؤشِّر على مئات حوادث النذالة والخسة التي يصنعها جنود مجرم أميركا الأكبر، ورئيسها الذي يزيد ملفاتها عاراً على عار.
مأساتك يا عبير، ومأساة الأب والأم والأخت، مرَّت على مسامع قائد الولايات المتحدة الأميركية، عفواً «قوَّادها»، ولكنها لم تصفعه بحذاء على وجهه، بل وضعها في خطة جنونه كأسلوب «ديموقراطي» يعتبره إحدى الضرورات التي تثير الخوف في نفوس من يقاوم «ديموقراطيته» المزعومة التي يصدِّرها إلى العراق أولاً. ويرغب في تصديرها إلى أرجاء الوطن العربي لاحقاً.
مأساتك يا عبير، ومأساة من سبقنك في «بوسفورات» أبو غريب: زينب وناديا و.. و..
مأساتك يا عبير، ومأساة من خُطفن من شوارع مدن العراق، وقراه، ليُبَعْنَ في شوارع دول الخليج رقيقاً أبيض...
مأساتك يا عبير، ومأساة العراق كله، ليست مأساة عبير وأخواتها، كما ليست مأساة العراق كله.
مأساتك يا عبير هي مأساتنا في الأمة التي ارتضت الذل.
الأمة التي وقفت في الصف أمام جلالة الإمبراطور تتسابق على تقبيل يديه، ورجليه، وقفاه...
مأساتك ابتدأت عندما وقف العرب متفرجين، ومشاركين، في العدوان الثلاثيني على وطنك.
مأساتك ابتدأت منذ اليوم الذي وُلدت فيه، أي مضى على العدوان على وطنك خمسة عشر عاماً، وبلغت أنت يوم العدوان عليك خمسة عشر ربيعاً. فابتدأت مأساتك يوم أن تواطأت الأنظمة العربية وأسهمت في مأساة الوطن الذي وُلدت على أرضه.
مأساتك يا عبير ابتدأت قبل ولادتك عندما عصف الشر بوطنك من الشرق تحت عاصفة «تصدير الثورة» مستكملة عاصفة «هولاكو»، و«جنكيزخان»، فأوقفت زنود الأبطال عصفها وحوَّلته إلى «برد وسلام» على العراقيين، وعلى العرب الذين كانوا خائفين.
اختارت عاصفة «الشرق» الانحناءة أمام «عاصفة الصحراء»، تمهيداً للتحالف مع«عاصفة العواصف» لردَّ التحية. وهكذا دار الدولاب لمصلحة أعداء «الشيطان الأكبر». فراحوا يثأرون، وأيما ثأر كان؟
لقد دفعت أنت الثمن يا عبير، ودفعت أمك واختك وأبيك الثمن أيضاً. ودفعت قبلكم، وستدفع بعدكم، الماجدات العراقيات من شرفهن وكرامتهن، ثمناً لرغبة الوحوش المفترسين من أبناء المشرق وأبناء المغرب.
سيدفع العراقيون والعراقيات من بعدكم الثمن طالما أن «المعتصم العربي» لا يزال غارقاً في سباته.
سيدفع العراقيون والعراقيات من بعدكم الثمن طوال ما غاب الأسد عن حراسة العرين.
وطوال ما سيغيب الأسد عن حماية عرينه ستستبيح الثعالب «كرومنا» العراقية، و«كرومنا» العربية أيضاً. فهل سيولِّي عهد كافور الإخشيدي؟
يا حسرتي على أمتي
يا حسرتي على غياب عهد الأبطال، ويا حسرتي على «المثنى»، لقد استباحت الروم والفرس حدود العروبة عندما استباحت حدود العراق.
لقد استباحوا عرضك، وكرامتك يا عبير، عندما استباحوا حدود العراق من دون أن يرفَّ جفن ابن امرأة رسمية عربية. فاستكانوا تحت جناح ثعالب الشرق والغرب.
ولكن هل سيطول الليل؟
وهل سينجلي من جديد؟
بلى أيتها الماجدة، فليس عرضك هو المستباح، فعرض الخونة المتواطئين الضعاف النفوس هو المستباح. وعرض أبناء النساء الرسميات هو المستباح. فإن لم يكن بالفعل الآن، فدورهم آتٍ بلا ريب.
أنت تدفعين اليوم ثمناً لحماية الفيدراليين والفيدراليات، الطائفيين والطوائفيات، العرقيين والعرقيات.
أنت تدفعين اليوم ثمناً لحماية مشاريع لا ناقة لك فيها ولا جمل، مشاريع آتية من الشرق ومن الغرب. كما أنه لا ناقة فيها للعراقيين والعرب ولا جمل. أما السبب فهو أن «الناطور العربي» تحوَّل إلى «خيال في الصحراء»، فتاه بين قادم من الغرب يرغي ويزبد، وقادم من الشرق يعربد يساوم ويزايد على عِرض العراقيين وكرامتهم.
يا حسرتي على أمتي، ولكن يا عبير،
لا يساورنا الشك، ولن يساورنا، ولن يساورك يا ضحية العراق والعرب، أن الأمة لا تغوى النوم، فما يستفزها الكثير الكثير... وهي تصحو، وتفرك العيون التي آرقها السهاد.
لن يطول ليلنا يا عبير طالما أن «الطك» يلعلع في كل زاوية من زوايا العراق.
لن يطول ليلنا يا عبير طالما أن زنود العراقيين تعصف بكل «الطيور» التي تستبيح سماءه.
لن يطول ليلنا يا عبير طالما أن رمال الصحراء تُنبت «عبوات ناسفة»، عراقية الهوى والصنع والهوية.
لن يطول ليلنا يا عبير طالما أن رجال العراق ينتزعون النوم من جفون جنود الاحتلال، ويحرمون عملاءه، الخونة المرتزقة، من الأحلام الخضراء في «المنطقة الخضراء». أولئك «الكافوريون» الذين بشموا من السرقة والنهب والقتل والاغتيال، لكن جيوبهم لم تمتلئ بعد من عناقيد العراق وخيراته.
لن يطول ليلنا يا عبير، والمالكي فيهم خائف من انسحاب القتلة والوحوش، رفاق الوحش الذي اعتدى عليك، ونكَّل بأمك وأبيك واختك.
لن يطول ليلنا يا عبير طالما أن صدام حسين، الأسد العربي، حتى لو كان في قفصه، يزأر فيزلزل جدران البيت الأبيض. وطالما أن رفاق صدام حسين يزرعون الرعب في نفوس كل الخونة والمارقين والخائفين من هزيمة «ولي نعمتهم».
رحمة الله عليك يا عبير، ورحمة الله على عائلتك، وعلى كل الذين قضوا دفاعاً عن العراق. فأنتم الأحياء ونحن الأموات، ولن نحيا إلاَّ إذا ثأرنا لكم جميعاً.
يا عبير، يا عروسة العرب، إن احتضنتك تربة العراق، فإنك أصبحتِ الضمير الذي لن يستطيع الخائفون والمرعوبون قتله والخلاص منه.

ليست هناك تعليقات: