-->
قراءة في مقابلة الرئيس صدام حسين الصحفية
مع مراسل شبكة السي بي أس الأميركية
في أوائل شهر آذار من العام 2003م، اجرى مراسل شبكة السي بي أس ألميركية حواراً صحفياً مع السيد الرئيس صدام حسين، تناول فيها واقع الأمة السائد في هذه المرحلة. وفيها ركَّز المراسل على المحاور الساخنة التالية:
-كيف يطبِّق العراق مضمون القرار / 1441/ وأبعاد التنفيذ وأسبابه.
أكَّد سيادته أن العراق ملتزم بتطبيق قرارات مجلس الأمن من أجل نزع الذرائع التي يتلطى بها الأميركيون، وتلك الذرائع تستند إلى الادعاء بامتلاك العراق أسلحة تدمير شامل. ولأن العراق لا يمتلك تلك الأسلحة، يريد من وراء تطبيق القرار /1441/ الوصول إلى هدفين: الأول، أن لا يفسر المجتمع الدولي موقف العراق، إذا رفض، تفسيراً خاطئاً. الثاني، أن يثبت كذب الادعاءات الأميركية التي من أجلها يقوم بحشد الجيوش والأساطيل.
-نظرته إلى مفهوم السلام. ومن ضمنها الموقف من هجمات 11 أيلول من العام 2001م.
يحدد سيادته شيئين أساسيين في الحياة، وهما: الغذاء والسلام. أي حق الإنسان في الحياة أن يمارس دوره في إنسانيته ودوره تجاه إنسانية الآخرين. ولهذا السبب يدعو إلى تحقيق المعادلة التالية: من واجب الإنسانية أن تبحث عن فرص للسلام وليس عن فرص للحرب والاقتتال. وفي ظل تلك المعادلة على البشرية أن تردع، كما جاء في مواثيق الأمم المتحدة، من يمارس العدوان والقتل من جهة، ومن حق الذي يتعرض للعدوان أن يدافع عن نفسه من جهة أخرى.
ويحدد سيادته أن شعب العراق ليس عدواً للشعب الأميركي، بل هو ضد السياسة العدوانية التي ترسمها الإدارات الأميركية. كما ويتمنى الشعب العراقي ويسعى من أجل العيش بسلام، ويتمنى لكل شعوب الأرض، بما في ذلك الشعب الأميركي، أن يعيشوا بسلام على أساس احترام إرادة الشعوب الأحرى وحقوقهم.
وأعلن سيادته أن العراق يدعو من أجل أن يكثر أبطال السلام والحرية والعمل والإنتاج. ويحدد أهداف العراقيين الأساسية، اليوم، بالعمل من أجل رفع الظلم عن الشعب العراقي والأمة العربية.
-رؤيته حول احتمالات موته أو أسره أو لجوئه إلى خارج العراق.
-أما حول قدر الاستشهاد أو الأسر، فيحدد سيادته أن شرف المواطنية والوطن لا ينفصل عن إيمان الإنسان، في أي موقع كان من المسؤولية، بأن يموت من أجلهما. وذلك التزاماً بأخلاقيات الدفاع عن وطنه. وفي هذا السياق لا يمكن لأي دولة، مهما علت قدرتها وقوتها، أن تلوي إرادة شعب عندما يقرر أن يعيش حراً وكريماً.
إيماناً بدوره في الدفاع عن الشعب والوطن، يقول سيادته بأن ما يتردد عن ضرورة لجوئه إلى خارج العراق لإنقاذه: بأن من يطلب منه ذلك هو »بلا أخلاق«، لأن في هذا الطلب التنازل عن الحقوق التالية:
1-إنتزاع التزام المسؤول بشرف الدفاع عن وطنه، شعباً وأرضاً.
2-تنازل الشعب العراقي عن قراره باختيار النظام السياسي الذي يريد.
3-الاستسلام أمام إرادة دولة أجنبية تريد أن تفرض قرارها نيابة عن الشعب العراقي.
رؤيته لمفاهيم النصر والهزيمة:
ليست مفاهيم النصر والهزيمة مرتبطة بمدى التدمير المادي الذي تلحقه دولة بدولة أخرى. وإذا كان العكس هو الصحيح، يرى سيادته أن التحالف الثلاثيني، في عدوان العام 1991م، دمَّر الشيء الكثير وقتل أعداداً كثيرة من العراقيين، وكان هدفه الأساسي من عدوانه على العراق أن يقتل روح البناء عند أبنائه. لكن العراق أعاد بناء ما ألحقه العدوان من تدمير.مادي وواجه »الظروف الصعبة بالخلق والإبداع والعمل الصحيح« السبب الذي أكَّد فيه للمعتدين أنهم لم يحققوا النصر لأنهم لم يدمروا إرادة البناء عند العراقيين.
وفي ردِّه على استغراب المراسل عن الادعاء بأن العراق يستطيع تحقيق النصر في مواجهة أخطر الأسلحة الأميركية تدميراً وقتلاً، حدَّد سيادته معاني النصر بما يلي:
1-إن أميركا هي التي تحشد قواتها لغزو العراق أرضاً وشعباً. فالمعتدي –إذاَ- هو أميركا.
2-ليس من الوطنية والأخلاق أن يستسلم العراق أمام تهديدات أميركا. فالأميركيون لا يرضون أبداً أن يستسلموا أمام أي تهديد إذا تعرضوا للعدوان، لأن من مقتضيات شرف المسؤولية أن يدافع، الذي يتعرض للعدوان عن بلده وأطفاله وشعبه.
3-على صعيد النصر، بمفهوم نتائجه المادية، لم ينهزم جيش العراق عندما أصبح على أرضه، وكان الدليل يتمظهر في معركة الدروع قرب البصرة، تلك المعركة التي أجبرت بوش الأب لإعلان وقف إطلاق النار من غير شروط، خوفاً من الغرق في حرب لن تنتهي. فلو كان الأميركيون قد حققوا النصر –كما يدَّعون- لكان من الواقعي أن لا يستمروا في توجيه الضربات العسكرية المتلاحقة، حتى الآن، ضد العراق.
4-إن العدوان المستمر ضد العراق يدل بما لا يقبل الشك بأن المعركة لم تنته، بل هي مستمرة. لأن المعركة لا تُعتبر منتهية »إلاَّ عندما تسكت البنادق، وعندما تنحني الإرادة الوطنية لكل ما يريده المعتدي«. لم تنحن إرادة العراقيين أمام ضغوط الأهداف الأميركية، بل إن »شعب العراق قرَّر أن يعاود دوره الحضاري الإنساني القومي الوطني المؤمن العظيم، وسوف يتمسك بهذا الدور بما يجعله يحترم نفسه وإرادته، ويحترم الشعوب الأخرى وإرادتها وحقها في الاختيار«.
5-من دلالات قبول العراقيين حرب التحدي مع الأميركيين أنهم صوَّتوا بنسبة 100% في انتخاب رئيسهم، »لأنهم قرروا أن يقفوا موقفهم الوطني في ظروف الحصار وفي ظروف الحرب ليقولوا للأجنبي نحن الذين نختار طريقنا «.
6-تأكيد على الثوابت التي يؤمن بها العراقيون، وهي »الاستقلال والكرامة والحرية«، والالتزام بقرارات مجلس الأمن يتم من خلال منع المساومة على الثوابت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق